كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر ابن سريج مع سكينة بنت الحسين

صفحة 38 - الجزء 17

  صوت

  أعرفت أطلال الرّسوم تنكَّرت ... بعدي وغيّر آيهنّ دثورا

  وتبدّلت بعد الأنيس بأهلها ... عفر البواقر⁣(⁣١) يرتعين وعورا

  من كل مصبية الحديث ترى لها ... كفلا كرابية الكثيب وثيرا

  الأطلال: ما شخص من آثار الدّيار. الرسوم: البقايا من الديار، وهي دون الأطلال وأخفى منها. وتنكَّرت:

  تغيّرت. والدّاثر: الدارس. والعفر: الظباء، واحدها أعفر. والوعور: المواضع التي لا أنيس فيها. والرّبية: الأرض المشرفة، وهي دون الجبل. والكثيب: القطعة العالية المرتفعة من الرّمل، جمعها كثب. والوثير: التامّ المرتفع، يقال: فراش وثير إذا كان مرتفعا عن الأرض.

  لإسحاق الموصليّ في البيتين الأوّلين ثاني ثقيل بالبنصر، ولإبراهيم فيها خفيف ثقيل بالسبّابة في مجرى الوسطى، ولطويس فيهما خفيف ثقيل. وقيل: إنه ليس له. ولابن سريج في الثالث ثم الأول خفيف رمل، وقيل:

  / بل هو لخليدة المكَّيّة. وفي البيت الأول والثاني لمالك رمل بالوسطى، وقيل: الرمل لطويس، وخفيف الثقيل لمالك. ولمعبد في هذا الصوت لحنان: أحدهما ثقيل أول مطلق في مجرى الوسطى، والآخر خفيف ثقيل أول.

  ومنها:

  صوت

  يا دار حسّرها البلى تحسيرا ... وسفت عليها الريح بعدك مورا

  دقّ التراب بخيلها⁣(⁣٢) فمخيّم ... بعراصها ومسيّر تسييرا

  غنّى في هذين البيتين ابن مسجح خفيف ثقيل الأول بالسبابة في مجرى الوسطى. وللغريض في: «أعرفت أطلال الرسوم» وما بعده ثقيل أول بالبنصر، وللغريض أيضا ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى.

  حسّرها: أذهب معالمها، ومنه حسر الرجل عن ذراعه وعن رأسه إذا كشفهما. وحسر الصلع شعر الرأس، إذا حصّه⁣(⁣٣). والمور: التراب، والمخيّم: المقيم.

  ومنها صوت، أوله:

  من كلّ مصيبة الحديث ترى لها⁣(⁣٤) ... كفلا كرابية الكثيب وثيرا

  يفتنّ - لا يألون - كلّ مغفّل ... يملأنه بحديثهنّ سرورا

  / ومنها:


(١) في أ: «عفر اليعافر» واليعافر: جمع يعفور، وهو الغزال.

(٢) المثبت من «ج».

(٣) الحصّ: حلق الشعر.

(٤) المصيبة: التي يشوق حديثها ويستهوي السامع.