خبر ابن سريج مع سكينة بنت الحسين
  صوت
  أعرفت أطلال الرّسوم تنكَّرت ... بعدي وغيّر آيهنّ دثورا
  وتبدّلت بعد الأنيس بأهلها ... عفر البواقر(١) يرتعين وعورا
  من كل مصبية الحديث ترى لها ... كفلا كرابية الكثيب وثيرا
  الأطلال: ما شخص من آثار الدّيار. الرسوم: البقايا من الديار، وهي دون الأطلال وأخفى منها. وتنكَّرت:
  تغيّرت. والدّاثر: الدارس. والعفر: الظباء، واحدها أعفر. والوعور: المواضع التي لا أنيس فيها. والرّبية: الأرض المشرفة، وهي دون الجبل. والكثيب: القطعة العالية المرتفعة من الرّمل، جمعها كثب. والوثير: التامّ المرتفع، يقال: فراش وثير إذا كان مرتفعا عن الأرض.
  لإسحاق الموصليّ في البيتين الأوّلين ثاني ثقيل بالبنصر، ولإبراهيم فيها خفيف ثقيل بالسبّابة في مجرى الوسطى، ولطويس فيهما خفيف ثقيل. وقيل: إنه ليس له. ولابن سريج في الثالث ثم الأول خفيف رمل، وقيل:
  / بل هو لخليدة المكَّيّة. وفي البيت الأول والثاني لمالك رمل بالوسطى، وقيل: الرمل لطويس، وخفيف الثقيل لمالك. ولمعبد في هذا الصوت لحنان: أحدهما ثقيل أول مطلق في مجرى الوسطى، والآخر خفيف ثقيل أول.
  ومنها:
  صوت
  يا دار حسّرها البلى تحسيرا ... وسفت عليها الريح بعدك مورا
  دقّ التراب بخيلها(٢) فمخيّم ... بعراصها ومسيّر تسييرا
  غنّى في هذين البيتين ابن مسجح خفيف ثقيل الأول بالسبابة في مجرى الوسطى. وللغريض في: «أعرفت أطلال الرسوم» وما بعده ثقيل أول بالبنصر، وللغريض أيضا ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى.
  حسّرها: أذهب معالمها، ومنه حسر الرجل عن ذراعه وعن رأسه إذا كشفهما. وحسر الصلع شعر الرأس، إذا حصّه(٣). والمور: التراب، والمخيّم: المقيم.
  ومنها صوت، أوله:
  من كلّ مصيبة الحديث ترى لها(٤) ... كفلا كرابية الكثيب وثيرا
  يفتنّ - لا يألون - كلّ مغفّل ... يملأنه بحديثهنّ سرورا
  / ومنها:
(١) في أ: «عفر اليعافر» واليعافر: جمع يعفور، وهو الغزال.
(٢) المثبت من «ج».
(٣) الحصّ: حلق الشعر.
(٤) المصيبة: التي يشوق حديثها ويستهوي السامع.