كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر ابن سريج مع سكينة بنت الحسين

صفحة 37 - الجزء 17

  صوت

  يا ربع بشرة بالجناب تكلَّم ... وأبن لنا خبرا ولا تستعجم

  ما لي رأيتك بعد أهلك موحشا ... خلقا كحوض الباقر⁣(⁣١) المتهدّم

  / تسقي الضجيع إذا النجوم تغوّرت ... طوع الضجيع وغاية المتوسّم

  قبّ البطون أوانس شبه الدّمى ... يخلطن ذاك بعفّة وتكرّم

  عروضه من الكامل، والشعر للحارث بن خالد، والغناء لمعبد، ولحنه من خفيف الرمل بالسبابة في مجرى البنصر، عن إسحاق.

  وفيه أيضا ثقيل أول بالوسطى على مذهب إسحاق في رواية عمرو، ومنها:

  صوت

  يا ربع بشرة إن أضرّ بك البلى ... فلقد عهدتك آهلا معمورا

  عقب الرّذاذ خلافه فكأنما ... بسط الشّواطب بينهنّ حصيرا⁣(⁣٢)

  غنّاه ابن سريج، رمل بالسبابة في مجرى الوسطى، عن إسحاق، وفيه لحن لمالك، وقيل: بل هو لابن محرز. وعروضه من الكامل.

  وقوله: «عقب الرّذاذ خلافه» يقول: جاء الرذاذ بعده، ومنه يقال: عقب لفلان غنى بعد فقر. وعقب الرجل أباه، إذا قام بعده مقامه. وعواقب الأمور مأخوذة منه، واحدتها عاقبة. والرذاذ: صغار المطر. وقوله خلافه: أي بعده. قالل متمم بن نويرة:

  وفقدي بني أمّ تداعوا فلم أكن ... خلافهم أن أستكين⁣(⁣٣) وأضرعا

  أي بعدهم. والشّواطب: النساء اللواتي يشطبن لحاء السّعف يعملن منه الحصر، ومنه السيف المشطَّب.

  والشّطيبة: الشّعبة من الشيء، ويقال: بعثنا إلى فلان شطيبة من خيلنا، أي قطعة.

  مغنية وبيت شعر للحارث المخزومي

  أخبرني الحسين بن يحيى، عن حماد، عن أبيه، قال: كانت مغنّية تختلف إلى صديق لها، فأتته يوما، فوجدته مريضا لا حراك به، فدعت بالعود وغنّت:

  /

  يا ربع بشرة إن أضر بك البلى ... فلقد عهدتك آهلا معمورا

  ومما يغنّي به فيه من هذه الأبيات الرائية:


(١) الباقر: اسم جمع للبقر.

(٢) «اللسان» «خلف» بنسبته إلى الحارث بن خالد المخزومي.

(٣) في النسخ: «لأستكين فأضرعا». والمثبت من «اللسان».