كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خبر العباس وفوز

صفحة 50 - الجزء 17

  إنّ التي هامت بها النّفس ... عاودها من عارض نكس⁣(⁣١)

  كانت إذا ما جاءها المبتلى ... أبرأه من كفّها اللَّمس⁣(⁣٢)

  / وابأبي الوجه المليح الَّذي ... قد عشقته الجنّ والإنس

  إن تكن الحمّى أضرّت به ... فربما تنكسف الشمس

  فوز ساهرة ذاكرة له

  أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثني أبو العباس الخلنجيّ، قال: حدثني أبو عبد كان الكاتب⁣(⁣٣)، قال:

  حدثني أبو توبة الحنفيّ، قال:

  لمّا قال العباس بن الأحنف⁣(⁣٤):

  أما والذي أبلى المحبّ وزادني ... بلاء، لقد أسرفت في الظلم والهجر

  فإن كان حقّا ما زعمت أتيته ... إليك، فقام النائحات على قبري

  وإن كان عدوانا عليّ وباطلا ... فلا متّ حتى تسهري الليل من ذكري

  بعثت إليه فوز: أظنّنا ظلمناك يا أبا الفضل، فاستجيب لك فينا! ما زلت البارحة ساهرة ذاكرة لك.

  في خلقه شدة

  أخبرني جحظة البرمكيّ، قال: حدثني أبو عبد اللَّه بن حمدون، عن أحمد بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن سلَّام، قال:

  كان في خلق العباس بن الأحنف شدّة، فضرب غلاما له، وحلف أنه يبيعه، فمضى الغلام إلى فوز فاستشفع بها عليه، فكتبت إليه فيه؛ فقال⁣(⁣٥):

  يا من أتانا بالشفاعات ... من عند من فيه لجاجاتي⁣(⁣٦)

  إن كنت مولاك فإنّ التي ... قد شفعت فيك لمولاتي⁣(⁣٧)

  إرسالها فيك إلينا لنا ... كرامة فوق الكرامات

  / ورضي عنه ووصله، وأعتقه.

  اكتئابه من قولة فوز له: يا شيخ!

  أخبرني جحظة، قال: حدثنا أبو عبد اللَّه بن حمدون، عن أبيه حمدون بن إسماعيل، عن أخيه إبراهيم بن إسماعيل، قال:


(١) في الديوان: «من سقمها».

(٢) في الديوان: «من واحتها».

(٣) في س: «أبو عبدان»، والمثبت من أ.

(٤) ديوانه ١٥٣.

(٥) ديوانه ٦٩.

(٦) في الديوان: «يا من أتاني ... من عند من أبغيه حاجاتي».

(٧) في الديوان: «قد كتبت فيك».