خبر مقتل حجر بن عدي
  معه سيف غيري، فما يغني سيفي! قال: فما ترى؟ قال: قم من هذا المكان، فالحق بأهلك يمنعك قومك.
  موت عمرو بن الحمق من ضربة عمود
  فقام وزياد ينظر على المنبر إليهم فغشوا حجرا بالعمد، فضرب(١) رجل من الحمراء يقال له: بكر بن عبيد رأس عمرو بن الحمق بعمود فوقع.
  توارى حجر في منازل الأزد
  وأتاه أبو سفيان بن العويمر والعجلان بن ربيعة - وهما رجلان من الأزد - فحملاه، فأتيا به دار رجل من الأزد يقال له عبيد اللَّه بن موعد(٢)، فلم يزل بها متواريا حتى خرج منها.
  الثأر من ضارب عمرو بن الحمق
  قال أبو مخنف: فحدثني يوسف بن زياد، عن عبيد اللَّه بن عوف(٣)، قال:
  لما انصرفنا عن عروة باجميرى(٤) قبل قتل عبد الملك مصعبا بعام، فإذا أنا بالأحمريّ الذي ضرب عمرو بن الحمق يسايرني؛ ولا واللَّه ما رأيته منذ ذلك اليوم، وما كنت أرى لو رأيته أن أعرفه، فلما رأيته ظننته هو هو، وذلك حين نظرنا إلى أبيات الكوفة، فكرهت أن أسأله: أنت ضارب عمرو بن الحمق، فيكابرني، فقلت له: ما رأيتك منذ اليوم الذي ضربت فيه رأس عمرو بن الحمق بالعمود في المسجد فصرعته حتى يومي، ولقد عرفتك الآن حين رأيتك.
  فقال لي: لا تعدم بصرك، ما أثبت نظرك! كان ذلك أمر السلطان(٥) أما واللَّه لقد بلغني أنه قد كان امرأ صالحا، ولقد ندمت على تلك الضّربة، فأستغفر اللَّه.
  فقلت له: الآن ترى، لا واللَّه لا أفترق أنا وأنت حتى أضربك في رأسك مثل الضّربة التي ضربتها عمرو بن الحمق وأموت أو تموت.
  قال: فناشدني وسألني باللَّه. فأبيت عليه، ودعوت غلاما يدعى رشيدا(٦) من سبي أصبهان معه قناة له صلبة، فأخذتها منه ثم أحمل عليه(٧)، فنزل عن دابّته، فألحقه حين استوت قدماه على الأرض، فأصفق(٨) / بها هامته، فخرّ لوجهه، وتركته ومضيت، فبرأ بعد ذلك، فلقيته مرّتين من دهري، كلّ ذلك يقول لي: اللَّه بيني وبينك. فأقول له: اللَّه بينك وبين عمرو بن الحمق.
(١) في أ: «فيضرب».
(٢) في أ: «مرعل». وفي المختار: «مزعل»، وفي الطبري: «بن مالك».
(٣) في ب، س والمختار: عون، والمثبت ما في أوم والطبري.
(٤) باجميري: موضع بأرض الموصل.
(٥) في ب، س والطبري: «الشيطان»، والمثبت ما في أوالمختار.
(٦) في س: «بشيرا» والمثبت والضبط ما في أ.
(٧) في المختار: «ثم حملت»، وفي الطبري: «ثم أحمل عليه بها».
(٨) في الطبري: «فأصفع بها هامته». وأصفق هامته: أضربها ضربة يسمع لها صوت.