أخبار لعمر بن أبي ربيعة
  ما بي، فسكن، ثم قال: ويحك! أتغنّيني بأحاديث الفاسق ابن أبي ربيعة في بنت عمّي، وبنت رسول اللَّه ﷺ! ألا تتحفّظ في غنائك وتدري ما يخرج من رأسك! عد إلى غنائك الآن، وانظر بين يديك. فتركت هذا الصوت حتى أنسيته، فما سمعه منّي أحد بعده. واللَّه أعلم.
  صوت
  فلا زال قبر تبنى وجاسم ... عليه من الوسميّ جود ووابل(١)
  فينبت حوذانا وعوفا منوّرا ... سأتبعه من خير ما قال قائل(٢)
  عروضه من الطويل، والشعر لحسّان(٣) بن ثابت الأنصاري. وهذا القبر الذي ذكره حسّان فيما يقال قبر الأيهم بن جبلة بن الأيهم الغسّانيّ. وقيل: إنه قبر الحارث بن مارية الجفني، وهو(٤) منهم أيضا. والغناء لعزّة الميلاء، خفيف ثقيل، أول بالوسطى، مما لا يشكّ فيه من غنائها. وقد نسبه قوم إلى ابن عائشة، وذلك خطأ.
(١) تبنى: بلدة بحوران من أعمال دمشق. الوسمي: أول المطر. الجرد: الغزير.
(٢) «البلدان»: «سأهدى له». الحوذان والعوف: نبتان طيبا الرائحة.
(٣) البيتان نسبهما ياقوت ٢: ٣٦٤ إلى النابغة، وقد وردا في ديوانه ٨٤ مع اختلاف في الرواية.
(٤) «بيروت»: «وهم».