كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عزة الميلاء

صفحة 117 - الجزء 17

  إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطَّلل ... وإن بليت، وإن طالت بك الطَّيل

  فاهتزّ ابن أبي عتيق طربا، فقال عبد اللَّه بن جعفر: ما أراني أدرك ركابك بعد أن سمعت هذا الصوت من عزّة.

  وقد مضت نسبة ما في هذه الأخبار من الأغاني في مواضع أخر.

  صوت

  من كان مسرورا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار

  يجد النساء حواسرا يندبنه ... قد قمن قبل تبلَّج الأسحار

  عروضه من الكامل. قوله:

  قد قمن قبل تبلَّج الأسحار

  يعني أنّهن يندبنه في ذلك الوقت؛ وإنما خصّه بالندبة لأنه وقت الغارة. يقول: فهنّ يذكرنه حينئذ؛ لأنه كان من الأوقات التي ينهض فيها للحرب والغارات. قال اللَّه تبارك وتعالى: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً}⁣(⁣١). وأما قول الخنساء⁣(⁣٢):

  يذكَّرني طلوع الشمس صخرا ... وأذكره لكلّ غروب شمس

  فإنما ذكرته عند طلوع الشمس للغارة، وعند غروبها للضيف.

  الشعر للربيع بن زياد العبسيّ، والغناء لابن سريج، رمل بالخنصر في مجرى البنصر، عن إسحاق، واللَّه أعلم.


(١) الآية ٣ من سورة العاديات.

(٢) ديوانها ٥٠.