كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر شريح ونسبه وخبره

صفحة 140 - الجزء 17

  فممن ذكر أنه عمّر مائة وعشرين سنة أشعث بن سوّار، روى ذلك يحيى بن معين، عن المحاربيّ، عن أشعث، وأبو سعيد الجعفيّ، روى ذلك عنه أبو / إبراهيم الزهريّ. وممن قال أقل من ذلك أبو نعيم.

  أخبرنا الحسن بن عليّ، عن الحارث، عن ابن⁣(⁣١) سعد، عن أبي نعيم، قال: بلغ شريح مائة وثمانين سنة.

  سنة وفاته

  قال الحارث: وأخبرني ابن⁣(⁣١) سعد، عن الواقديّ، عن أبي سبرة، عن عيسى، عن الشعبيّ، قال: توفي شريح في سنة ثمانين، أو تسع وسبعين.

  / قال أبو سعيد⁣(⁣٢): وقال إبراهيم: في سنة ست وسبعين. وقال أبو إبراهيم الزّهريّ، عن أبي سعيد الجعفيّ:

  إنّ شريحا مات في زمن عبد الملك بن مروان.

  أخبرني وكيع، قال: حدثنا الكرانيّ، عن سهل، عن الأصمعيّ، قال: ولد لشريح وهو ابن مائة سنة.

  وروى إسماعيل بن أبان الورّاق، عن عليّ بن صالح، قال: قيل لشريح: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت ابن ستّ ومائة، قضيت⁣(⁣٣) منها ستين سنة.

  عمر يستقضيه

  وأخبرني وكيع بخبر عمر حين استقضاه، قال: حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت سيّارا قال: سمعت الشعبيّ يقول:

  إنّ عمر بن الخطاب ¥ أخذ من رجل فرسا على سوم، فحمل عليه رجلا، فعطب الفرس، فقال عمر: اجعل بيني وبينك رجلا، فقال له الرجل: اجعل بيني وبينك شريحا العراقيّ. فقال: يا أمير المؤمنين! أخذته صحيحا سليما على سوم، فعليك أن تردّه كما أخذته. قال: فأعجبه ما قال، وبعث به قاضيا، ثم قال: «ما وجدته في كتاب اللَّه فلا تسأل عنه أحدا، وما لم تستبن في كتاب اللَّه فالزم السنّة، فإن لم يكن في السنّة، فاجتهد رأيك».

  أخبرني وكيع، قال: أخبرني عبد اللَّه بن الحسن، عن النّميريّ، عن حاتم بن قبيصة المهلبيّ، عن شيخ من كنانة، قال:

  قال عمر لشريح، حين استقضاه: «لا تشارّ ولا تضارّ، ولا تشتر ولا تبع». فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين:

  /

  إن القضاة إن أرادوا عدلا ... وفصلوا بين الخصوم فصلا⁣(⁣٤)

  وزحزحوا بالحكم منهم جهلا ... كانوا كمثل الغيث صاب محلا⁣(⁣٥)


(١) كذا في «بيروت»، وفي ج: «أبو سعد»، وفي أ، م: «أبو سعيد».

(٢) في «بيروت»: ابن سعد.

(٣) قضيت منها ستين سنة، أي عملت بالقضاء ستين سنة منها.

(٤) أ: «ورفعوا فوق الخصوم فضلا».

(٥) ج، م، وهامش أمن نسخة: «كانوا كغيث قد أصاب محلا». وصاب وأصاب بمعنى.