كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار زيد الخيل ونسبه

صفحة 162 - الجزء 17

  عمر يسأله عن طيئ ومسلوكها ونجدتها وأصحاب مرابعها

  قال: ودخل زيد على رسول اللَّه وعنده عمر ¥، فقال عمر لزيد: أخبرنا يا أبا مكنف عن طيئ وملوكها نجدتها⁣(⁣١) وأصحاب مرابعها، فقال زيد: في كلّ يا عمر نجدة وبأس وسيادة، ولكلّ رجل من حيّه مرباع، أما بنو حيّة فملوكنا وملوك غيرنا، وهم القداميس⁣(⁣٢) القادة، والحماة الذّادة، والأنجاد السادة، أعظمنا خميسا⁣(⁣٣)، وأكرمنا رئيسا، وأجملنا مجالس، وأنجدنا فوارس.

  فقال له عمر ¥: ما تركت لمن بقي من طيئ شيئا، فقال: بلى واللَّه؛ أمّا بنو ثعل وبنو نبهان وجرم ففوارس العدوة⁣(⁣٤) وطلَّاعو كلّ نجوة، ولا تحلّ حبوة، ولا تراع لهم ندوة، ولا تدرك لهم نبوة، عمود البلاد، وحيّة كلّ واد، وأهل الأسل الحداد، والخيل الجياد، والطَّارف⁣(⁣٥) والتّلاد.

  وأما بنو جديلة فأسهلنا قرارا، وأعظمنا أخطارا، وأطلبنا للأوتار، وأحمانا للذّمار، وأطعمنا للجار.

  فقال له عمر: سمّ لنا هؤلاء الملوك، قال: نعم، منهم عفير المجير على / الملوك، وعمرو المفاخر، ويزيد شارب الدماء، والغمر ذو الجود، ومجير الجراد، وسراج كلّ ظلام ولامة⁣(⁣٦)، وملحم⁣(⁣٧) بن حنظلة؛ هؤلاء كلَّهم من بني حيّة.

  وأما حاتم بن عبد اللَّه الثعليّ⁣(⁣٨) الجواد فلا يجاري، والسمح فلا يباري⁣(⁣٩)، والليث الضّرغامة، قرّاع كلّ هامة، جوده في الناس علامة، لا يقرّ على ظلامة. فاعترض رجل من بني ثعل لما مدح زيد حاتما، فقال: ومنا زيد بن مهلهل النبهانيّ رئيس قومه وسيّد الشّيب والشبّان، وسمّ الفرسان، وآفة الأقران، والمهيب بكل مكان، أسرع إلى الإيمان، وآمن بالفرقان، رئيس قومه في الجاهلية وقائدهم إلى أعدائهم، على شحط المزار، وطموس الآثار، وفي الإسلام رائدنا إلى رسول اللَّه ، ومجيبه من غير تلعثم ولا تلبّث.

  ومنا زيد بن سدوس النّبهانيّ عصمة الجيران، والغيث بكل أوان، ومضرم النيران، ومطعم النّدمان، وفخر كل يمان.

  ومنا الأسد الرّهيص، سيد بني جديلة، ومدوّخ⁣(⁣١٠) كل قبيلة، قاتل عنترة فارس بني عبس، ومكشّف⁣(⁣١١) كل لبس.


(١) في ب، من، عدتها.

(٢) القداميس: جمع قدموس، وهو السيد.

(٣) الخميس: الجيش.

(٤) في المختار: العدة.

(٥) في المختار: «والطريف».

(٦) في المختار: «وسراج كل الأمة»، واللامة: الهول.

(٧) في المختار: «وملجم»، بالجيم.

(٨) في ب، س: الثعلبيّ.

(٩) كذا في ج، وفي ب، س: «الجواد بلا مجار، والسمح بلا مبار».

(١٠) في المختار: «وممدوح».

(١١) في المختار: وكاشف.