أخبار زيد الخيل ونسبه
  /
  إذا ما دعوا عجلا عجلنا عليهم ... بمأثورة تشفي صداع الجماجم
  فبلغ المكشّر بن حنظلة العجليّ أحد بني سنان قول زيد، فخرج في ناس من عجل حتى أغار على بني نبهان، فأخذ من نعمهم ما شاء، وبلغ ذلك زيد الخيل، فخرج على فرسه في فوارس من نبهان، حتى اعترض القوم، فقال:
  / ما لي ولك يا مكشّر؟ فقال: قولك:
  إذا ما دعوا عجلا عجلنا عليهم
  فقاتلهم زيد حتى استنقذ بعض ما كان في أيديهم، ورجع المكشر ببقية ما أصاب. فأغار زيد على بني تيم اللَّه بن ثعلبة، فغنم وسبى، وقال في ذلك:
  إذا عركت عجل بنا ذنب غيرنا ... عركنا بتيم اللات ذنب بني عجل
  حريث بن زيد الخيل
  وقال أبو عمرو: كان حريث بن زيد الخيل شاعرا، فبعث عمر بن الخطاب رجلا من قريش يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البادية، فمن لم يقرأ شيئا من القرآن عاقبه، فأقبل حتى نزل بمحلَّة بني نبهان، فاستقرأ ابن عمّ لزيد الخيل يقال له أوس بن خالد بن زيد بن منهب، فلم يقرأ شيئا، فضربه، فمات.
  فأقامت بنته أم أوس تندبه، وأقبل حريث بن زيد الخيل فأخبرته، فأخذ الرمح فشدّ على أبي سفيان فطعنه فقتله، وقتل ناسا من أصحابه، ثم هرب إلى الشام، وقال في ذلك:
  ألا بكَّر الناعي بأوس بن خالد ... أخي الشّتوة الغبراء والزّمن المحل
  فلا تجزعي يا أمّ أوس فإنّه ... يلاقي المنايا كلّ حاف وذي نعل(١)
  فإن يقتلوا أوسا عزيزا فإنني ... تركت أبا سفيان ملتزم الرّحل
  ولولا الأسى ما عشت في الناس بعده ... ولكن إذا ما شئت جاوبني مثلي
  أصبنا به من خيرة القوم سبعة ... كراما ولم نأكل به حشف النّخل
  صوت
  بشّر الظبي والغراب بسعدى ... مرحبا بالذي يقول الغراب
  اذهبي فاقرئي السلام عليهم ... ثم ردّي جوابنا يا رباب
  عروضه من الخفيف(٢). الشعر لعبيد اللَّه بن قيس الرقيّات، والغناء لفند(٣) المخنّث - مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص - خفيف رمل بالبنصر. وذكر حبش أنّ هذا اللَّحن ليحيى المكي، وليس ممن يحصّل قوله.
(١) في المختار: «تصيب المنايا».
(٢) أ: «من السريع»، وهو خطأ.
(٣) ضبط في أبفتح الفاء، وهو تصحيف.