كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار نبيه ونسبه

صفحة 182 - الجزء 17

  قبّحك اللَّه، ما أجهلك! لا واللَّه ولا شخب لقحة، وهي أوسع أحابيك من السائل، فأخرجها إليهم فأعطوها أباها، وركبوا، وركب معهم الخثعميّ، فلذلك يقول نبيه بن الحجاج⁣(⁣١):

  شعره في ذلك

  :

  راح صحبي ولم أحيّ القتولا ... لم أودّعهم وداعا جميلا

  إذ أجدّ الفضول أن يمنعوها ... قد أراني ولا أخاف الفضولا

  لا تخالي أنّي عشية راح الرّكب هنتم عليّ ألَّا أقولا

  إنني والذي تحجّ له شمط ... إياد وهلَّلوا تهليلا⁣(⁣٢)

  لا تبرّأت من قتيلة بالنّا ... س وهل تبتغون إلَّا القتولا⁣(⁣٣)

  / لم أخبّر عن الحديث ولا أبدأ رسّ الحديث والتقبيلا⁣(⁣٤)

  ومبيتا بذي المجاز ثلاثا ... ومتى كان حجّنا تحليلا

  لن أذيع الحديث عنها ولا أنقاد لو أبيت فيها فتيلا⁣(⁣٥) /

  أتلوّى بها كما تتلوّى ... حيّة الماء بالأباء طويلا⁣(⁣٦)

  ثم عدوا عداء⁣(⁣٧) نخلة ما يد ... رك منهم أدنى رعيل رعيلا

  وبنو غالب أولئك قومي ... ومتى يفزعوا تراهم قبيلا

  وندامى بيض الوجوه كهول ... وشباب أسهرت ليلا طويلا

  غير هجن ولا لئام ولا تع ... رف منهم إلَّا فتى بهلولا⁣(⁣٨)

  وفي ذلك يقول نبيه بن الحجاج⁣(⁣٩):

  حيّ الدّويرة إذ نأت ... منّا على عدوائها⁣(⁣١٠)

  لا بالفراق تنيلنا ... شيئا ولا بلقائها

  أخذت حشاشة قلبه ... ونأت فكيف بنائها⁣(⁣١١)


(١) ابن كثير ١: ٢٩٥.

(٢) ج: «له حج شمط من إياد».

(٣) كذا في أ، م، وفي ب، س:

إبراء من قتيلة بالناس ... هل أراكم تبغون إلا القتولا

(٤) سقط هذا البيت من ج.

(٥) كذا في النسخ وهو غير موزون.

(٦) الأباء: أجمة الحلفاء والقصب، وفي ب، س: «بالإناء»، تصحيف.

(٧) أ: «أطواء نخلة».

(٨) البهلول: الجامع لكل خير وفي:

... ولا

نعدم منهم مبرأ مأمولا

(٩) في نسب قريش ثلاثة أبيات من هذا الشعر.

(١٠) العدواء: البعد.

(١١) بنائها: ببعدها.