ذكر أبي عطاء السندي
  من حمير أهل السّدي(١) والندى ... وعصمة الخائف والجاني
  يا خير خلق اللَّه أنت الذي ... أيأست من فسقي شيطاني
  يغضب لخطأ راويته في شعر قاله
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا عليّ بن محمد النوفليّ، عن أبيه، قال:
  كنت جالسا مع سليمان بن مجالد وعنده أبو عطاء السنديّ، إذ قام راوية أبي عطاء ينشد سليمان مديحا لأبي عطاء، وأبو عطاء جالس لا يتكلَّم، إذ قال الراوية في إنشاده:
  فما فضلت يمينك من يمين ... ولا فضلت شمالك عن شمال(٢)
  هكذا بالرفع، فغضب أبو عطاء، وقال: ويلك فما مدهته إذا، إنما هزوته، يريد فما مدحته إذا إنما هجوته، ثم أنشده أبو عطاء:
  فما فدلت يمينك من يمين ... ولا فدلت شمالك عن شمال
  / فكدت أضحك، ولم أجسر، لأني رأيت القوم جميعا بهم مثل ما بي وهم لا يضحكون؛ خوفا منه.
  ينشد نصر بن سيار فيأمر له بجائزة
  حدثنا وكيع، قال: أخبرنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا سليمان بن منصور، قال: حدثني صالح بن سليمان، قال:
  وفد أبو عطاء السنديّ على نصر بن سيّار فأنشده:
  قالت تريكة بيتي وهي عاتبة(٣): ... إنّ المقام على الإفلاس تعذيب
  ما بال همّ دخيل بات محتضرا ... رأس الفؤاد فنوم العين توجيب
  إني دعاني إليك الخير من بلدي ... والخير عند ذوي الأحساب مطلوب
  فأمر له بأربعين ألف درهم.
  يغضب لأن ضيفه يرقب جاريته
  أخبرني محمد بن خلف وكيع والحسن بن عليّ، قالا: حدثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ، عن صالح بن سليمان، قال: دخل إلى أبي عطاء السنديّ ضيف، فأتاه بطعام، فأكل، وأتاه بشراب وجلسا يشربان، فنظر أبو عطاء إلى رجل يلاحظ جاريته، فأنشأ يقول(٤):
  كل هنيئا وما شربت مريئا ... ثم قم صاغرا وأنت ذميم
  لا أحبّ النديم يومض بالطر ... ف إذا ما خلا لعرس النّديم(٥)
(١) السدي: المعروف.
(٢) أ: «فما نزلت ولا نزلت»، وفي المختار ١: ٤١٤: «ولا فدلت» «يريد: ولا فضلت».
(٣) تريكة البيت: التي تترك فلا تتزوج، وهي العانس في بيت أبويها. «اللسان» (ترك).
(٤) الأبيات في الكامل: ٧٤ والبيان ٣: ٣٤٧.
(٥) الكامل: «يومض بالعين إذا ما انتشى لعرص النديم» في وفي البيت إقراء.