كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ذي الرمة وخبره

صفحة 264 - الجزء 18

  جودة الفهم والفطنة، وقال⁣(⁣١) قول مستسلم.

  قال ابن كناسة: وقال لي حمّاد الراوية: ما أخّر القوم ذكره إلَّا لحداثة سنّه، وأنهم حسدوه.

  آراء قيلت في شعره

  قال محمد بن صالح: وقال لي خالد بن كلثوم وأبو عمرو: قال أبو حزام وأبو المطرّف⁣(⁣٢):

  لم يكن أحد من القوم في زمانه أبلغ من ذي الرمة، ولا أحسن جوابا؛ كان كلامه أكثر من شعره.

  وقال الأصمعيّ: ما أعلم أحدا من العشّاق الحضريّين وغيرهم شكا حبّا أحسن من شكوى ذي الرمّة، مع عفّة وعقل رصين.

  قال: وقال أبو عبيدة:

  ذو الرمة يخبر فيحسن الخبر، ثم يردّ على نفسه الحجّة من صاحبه⁣(⁣٣) فيحسن الردّ، ثم يعتذر فيحسن التخلص، مع حسن إنصاف وعفاف في الحكم.

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أبو أيوب المدينيّ، قال: حدثنا الفضل بن إسحاق الهاشميّ، عن مولَّى لجدّه، قال:

  رأيت ذا الرمة بسوق المربد، وقد عارضه رجل يهزأ به، فقال له: يا أعرابيّ، أتشهد بما لم تر؟ قال: نعم، قال: بماذا؟ قال: أشهد أنّ أباك ناك أمّك.

  / أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ، قال: حدثني عمّي عبيد اللَّه، عن ابن حبيب، عن عمارة بن عقيل، قال:

  كان جرير عند بعض الخلفاء، فسأله عن ذي الرمّة، فقال: أخذ من طريف الشعر وحسنه⁣(⁣٤) ما لم يسبقه إليه أحد غيره.

  أخبرني وكيع⁣(⁣٥)، عن حماد بن إسحاق، قال: قال حماد الراوية:

  قدم علينا ذو الرمة الكوفة، فلم أر أفصح ولا أعلم بغريب منه.

  نسخت من كتاب ابن النطَّاح: حدثني أبو عبيدة، عن أبي عمرو، قال: ختم الشّعر بذي الرمة، وختم الرّجز برؤبة.

  قال: فما تقول في هؤلاء الذين يقولون؟ قال: كلّ على غيرهم؛ إن قالوا حسنا فقد سبقوا إليه، وإن قالوا قبيحا فمن عندهم.

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخرّاز، عن المدائنيّ، عن بعض أصحابه، عن حمّاد الرّاوية، قال:


(١) ف: «فقال».

(٢) ج: ... وأبو عمرو علي بن حزام وأبو المطرف.

(٣) ج: «من صاحبته».

(٤) ج: «ووحشيه».

(٥) ح: «محمد بن خلف وكيع. قال: حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه ...».