أخبار خفاف ونسبه
  /
  من اليوم أو من شيعه(١) بمهنّد ... خصوم لهامات الرجال حسام
  / قتقصر عني يا شبام بن مالك ... وما عضّ سيفي شاتمي بحرام
  وقال خفاف:
  أرى العباس ينقص كلّ يوم ... ويزعم أنه جهلا يزيد
  فلو نقضت عزائمه وزادت ... سلامته لكان كما يريد(٢)
  ولكنّ المعالم أفسدته ... وخلق(٣) في عشيرته زهيد
  فعبّاس بن مرداس بن عمرو ... وكذب المرء أقبح ما يفيد
  حلفت بربّ مكة والمصلَّى ... وأشياخ محلَّقة تنود(٤)
  بأنك من مودّتنا قريب ... وأنت من الذي تهوى بعيد
  فأبشر أن بقيت بيوم سوء ... يشيب له من الخوف الوليد
  كيومك إذ خرجت تفوق(٥) ركضا ... وطار القلب وانتفخ الوريد
  فدع قول السّفاهة لا تقله ... فقد طال التّهدّد والوعيد
  رأينا من نحاربه شقيّا ... ومن ذا في بني(٦) عوف سعيد
  وقال خفاف أيضا:
  أعبّاس إنّا وما بيننا ... كصدع الزّجاجة لا يجبر
  فلست بكفء لأعراضنا ... وأنت بشتمكنا(٧) أجدر
  / ولسنا بأهل لما قلتم ... ونحن بشتمكم أعذر
  أراك بصيرا بتلك التي ... تريد وعن غيرها أعور
  فقصرك مني رقيق الذّبا ... ب عضب كريهته مبتر
  وأزرق في رأس خطَّيّة ... إذا هزّ أكعبها تخطر
  يلوح السّنان على متنها ... كنار على مرقب تسعر
  وزغف دلاص حباها العزيز(٨) ... توارثها قبله حمير
  فتلك وجرداء خيفانة(٩) ... إذا زجر الخيل لا تزجر
  إذا ألقت الخيل أذيالها(١٠) ... فأنت على جريها أقدر
(١) شيعه: بعده، يريد به الغد.
(٢) في ف، بيروت: «ولو نقصت عواليه وزادت». وفي هب: «فلو نقصت عرائكه وزادت».
(٣) في ب: ولكن المعايب ... وخلف.
(٤) تنود: تمايل من النعاس. وفي ب، بيروت: تهود.
(٥) في ف، بيروت: تفوت.
(٦) في هب، ف. وفي ب، بيروت: يا بني.
(٧) في هب: بشتمكها. وفي ب: يشتمكما.
(٨) في ب: «كماء الغدير ... توارثه» بدل: «حباها العزيز ... توارثها». والزغف: الدرع الواسعة الطويلة. ودلاص: ملساء لينة.
(٩) الخيفانة: السريعة.
(١٠) في ب: أولادها.