كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار خفاف ونسبه

صفحة 320 - الجزء 18

  /

  من اليوم أو من شيعه⁣(⁣١) بمهنّد ... خصوم لهامات الرجال حسام

  / قتقصر عني يا شبام بن مالك ... وما عضّ سيفي شاتمي بحرام

  وقال خفاف:

  أرى العباس ينقص كلّ يوم ... ويزعم أنه جهلا يزيد

  فلو نقضت عزائمه وزادت ... سلامته لكان كما يريد⁣(⁣٢)

  ولكنّ المعالم أفسدته ... وخلق⁣(⁣٣) في عشيرته زهيد

  فعبّاس بن مرداس بن عمرو ... وكذب المرء أقبح ما يفيد

  حلفت بربّ مكة والمصلَّى ... وأشياخ محلَّقة تنود⁣(⁣٤)

  بأنك من مودّتنا قريب ... وأنت من الذي تهوى بعيد

  فأبشر أن بقيت بيوم سوء ... يشيب له من الخوف الوليد

  كيومك إذ خرجت تفوق⁣(⁣٥) ركضا ... وطار القلب وانتفخ الوريد

  فدع قول السّفاهة لا تقله ... فقد طال التّهدّد والوعيد

  رأينا من نحاربه شقيّا ... ومن ذا في بني⁣(⁣٦) عوف سعيد

  وقال خفاف أيضا:

  أعبّاس إنّا وما بيننا ... كصدع الزّجاجة لا يجبر

  فلست بكفء لأعراضنا ... وأنت بشتمكنا⁣(⁣٧) أجدر

  / ولسنا بأهل لما قلتم ... ونحن بشتمكم أعذر

  أراك بصيرا بتلك التي ... تريد وعن غيرها أعور

  فقصرك مني رقيق الذّبا ... ب عضب كريهته مبتر

  وأزرق في رأس خطَّيّة ... إذا هزّ أكعبها تخطر

  يلوح السّنان على متنها ... كنار على مرقب تسعر

  وزغف دلاص حباها العزيز⁣(⁣٨) ... توارثها قبله حمير

  فتلك وجرداء خيفانة⁣(⁣٩) ... إذا زجر الخيل لا تزجر

  إذا ألقت الخيل أذيالها⁣(⁣١٠) ... فأنت على جريها أقدر


(١) شيعه: بعده، يريد به الغد.

(٢) في ف، بيروت: «ولو نقصت عواليه وزادت». وفي هب: «فلو نقصت عرائكه وزادت».

(٣) في ب: ولكن المعايب ... وخلف.

(٤) تنود: تمايل من النعاس. وفي ب، بيروت: تهود.

(٥) في ف، بيروت: تفوت.

(٦) في هب، ف. وفي ب، بيروت: يا بني.

(٧) في هب: بشتمكها. وفي ب: يشتمكما.

(٨) في ب: «كماء الغدير ... توارثه» بدل: «حباها العزيز ... توارثها». والزغف: الدرع الواسعة الطويلة. ودلاص: ملساء لينة.

(٩) الخيفانة: السريعة.

(١٠) في ب: أولادها.