أخبار عمران بن حطان ونسبه
  حتى إذا انجذمت منّي حبائله ... كفّ السّؤال ولم يولع بإهلاعي(١)
  فاكفف كما كفّ روح إنّني رجل ... إمّا صريح وإمّا فقعة القاع(٢)
  أمّا الصّلاة فإني غير تاركها ... كلّ امرئ للَّذي يعنى به ساعي
  فاكفف لسانك عن هزّي ومسألتي ... ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع!
  أكرم بروح بن زنباع وأسرته ... قوما دعا أوّليهم للعلا داعي
  جاورتهم سنة فيما دعوت به ... عرضي صحيح ونومي غير تهجاع
  فاعمل فإنك منعيّ بحادثة ... حسب اللَّبيب بهذا الشيب من ناعي
  هروبه من الحجاج إلى روذ ميسان ووفاته بها
  ثم خرج فنزل بعمان بقوم يكثرون ذكر أبي بلال مرداس بن أديّة، ويثنون عليه ويذكرون فضله، فأظهر فضله ويسّر أمره عندهم، وبلغ الحجاج مكانه، فطلبه، فهرب فنزل في روذميسان - طسّوج من طساسيج السّواد إلى جانب الكوفة - فلم يزل به حتى مات، وقد كان نازلا هناك على رجل من الأزد، فقال في ذلك:
  نزلت بحمد اللَّه في خير أسرة ... أسرّ بما فيهم من الإنس والخفر
  نزلت بقوم يجمع اللَّه شملهم ... وما لهم عود سوى المجد يعتصر
  من الأزد إنّ الأزد أكرم أسرة ... يمانية قربوا(٣) إذا نسب البشر
  قال اليزيديّ: الإنس بالكسر: الاستئناس. وقال الرّياشي: أراد قربوا فخفّف، قال:
  وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر ... بدوني(٤) فقالوا من ربيعة أو مضر
  أو الحيّ قحطان وتلك سفاهة ... كما قال لي روح وصاحبه زفر
  وما منهم إلا يسرّ بنسبة ... تقرّبني(٥) منهم وإن كان ذا نفر
  فنحن بنو الإسلام واللَّه واحد(٦) ... وأولي عباد اللَّه باللَّه من شكر
  أخبرنا اليزيديّ قال: حدثنا الرّياشيّ قال: حدّثنا الأصمعيّ عن المعتمر بن سليمان قال:
  كان عمران بن حطَّان رجلا من أهل السنة، فقدم عليه غلام من عمان كأنه نصل، فقلبه عن مذهبه في مجلس واحد.
  / أخبرني اليزيديّ، قال: حدثنا الرّياشيّ، قال: حدّثنا مسدّد بن مسرهد، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، عن سلمة(٧) بن علقمة، عن محمد بن سيرين، وأخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا الحسن(٨) بن عليل العنزيّ،
(١) الإهلاع: الإفزاع والترويع.
(٢) يقال لمن لا أصل له: هو فقعة القاع.
(٣) في «المختار»: «تعلو».
(٤) في بيروت: «أتوني». وفي «المختار»: «بدوا بي».
(٥) في ب: «تصيرني».
(٦) في «المختار»: «واللَّه ربنا».
(٧) في ب، س: «مسلم».
(٨) في ب: «الحسين»، تحريف.