أخبار سعيد بن حميد ونسبه
  تغاضب وفضل فكتب إليها فصارت إليه وصالحته
  أخبرني عمّي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن يعقوب بن داود؛ قال:
  تغاضب سعيد بن حميد وفضل الشّاعرة أياما، ثم كتب إليها:
  تعالي نجدّد عهد الرّضا ... ونصفح في الحبّ عمّا مضى
  ونجري على سنّة العاشقين ... ونضمن عني وعنك الرّضا
  ويبذل هذا لهذا هواه ... ويصبر في حبّه للقضا
  ونخضع(١) ذلَّا خضوع العبيد ... لمولى عزيز إذا أعرضا
  فإنّي مذ لجّ هذا العتاب ... كأنّي أبطنت جمر الغضى(٢)
  / فصارت إليه وصالحته.
  في هذه الأبيات لهاشم بن سليمان ثقيل أول بالوسطى، وفيها لابن القصّار خفيف رمل.
  رسول الحسن بن مخلد يدعوه فيقول في ذلك شعرا
  أخبرني ابن أبي طلحة قال: حدّثنا أبو العبّاس بن أبي المدوّر قال:
  بات سعيد بن حميد عند أبي الفضل بن أحمد بن إسرائيل،(٣) واصطبحا على غناء حسن كان عندهما(٣)، فجاءه رسول الحسن بن مخلَّد وقد أمر ألَّا يفارقه لأمر مهمّ، فقام فلبس ثيابه، وأنشأ يقول:
  يا ليلة بات النّحوس بعيدة ... عنها على رغم الرّقيب الرّاصد
  تدع العواذل لا يقمن لحاجة ... وتقوم بهجتها بعذر الحاسد
  ضنّ الزّمان بها فلمّا نلتها ... ورد الفراق فكان أقبح وارد
  والدّمع ينطق للضمير مصدّقا ... قول المقرّ مكذّبا للجاحد
  أبو العباس بن ثوابة يعاتبه على تأخره عنه فيجيبه
  أخبرني ابن أبي طلحة قال: حدثني أبو العبّاس بن أبي المدوّر، قال:
  كان سعيد بن حميد / صديقا لأبي العباس بن ثوابة، فدعاه يوما، وجاءه رسول فضل الشّاعرة يسأله المصير إليها، فمضى معه وتأخّر عن أبي العبّاس، فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها معاتبة فيها بعض الغلظة، فكتب إليه سعيد:
  أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل تارة(٤) ويميل
  لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلا بكيت عليه حين يزول
(١) ف: «ونجمع».
(٢) في ف جاء البيت:
فإن فرق الدهر ما بيننا ... فمن ذا يقوم لصرف القضا
بدلا من البيت الأخير - واختلاف في ترتيب الأبيات، فالبيت الثالث مكان الثاني، والثاني مكان الثالث.
(٣ - ٣) في ف: واصطحبا على غناء حسن كان عنده.
(٤) ف: «يعدل مرة».