أخبار ابن مناذر ونسبه
  حدّثني محمّد بن مناذر الشّاعر، قال: حدثني سفيان الثّوري، عن الأغرّ، عن وهب بن منبّه، قال: كان يقال:
  الحياء من الإيمان، والمذي - مكسور الميم مقصور - من النّفاق، فقلت: إنّ الناس يقولون: المذاء، فقال: هو كما أخبرتك، فقلت له: وما المذا؟ قال: اللَّين في أمر النساء، ومنه درع ماذيّ، وعسل ماذيّ.
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد، قال: حدثني حامد بن يحيى البلخيّ، قال:
  حدثني محمد بن مناذر الشاعر، قال: حدّثني يحيى بن عبد اللَّه بن مجالد، عن الشّعبيّ، عن مسروق، عن عبد اللَّه، قال: لمّا نظر رسول اللَّه ﷺ يوم بدر إلى القتلى وهم مصرّعون، قال لأبي بكر: «لو أنّ أبا طالب حيّ لعلم أنّ أسيافنا قد أخذت بالأماثل»، يعني قول أبي طالب:
  كذبتم وبيت اللَّه إن جدّ ما أرى ... لتلتبسن أسيافنا بالأماثل(١)
  / أخبرني محمد بن خلف قال: حدّثني إسحاق بن محمد النخعيّ، قال:
  حدثنا ابن مناذر، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال عليّ #: «ما قام بي(٢) من النّساء إلا الحارقة أسماء». قال ابن مناذر: الحارقة: التي تجامع على جنب.
  أخبرني محمّد بن عمران الصّيرفي قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، عن العباس بن عبد الواحد، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن مناذر، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن أبي هريرة، قال:
  جاء الشيطان إلى عيسى، قال: ألست تزعم أنك صادق؟ قال: بلى، قال: فأوف على هذه الشّاهقة، فألق نفسك منها، فقال: ويلك، ألم يقل اللَّه: يا بن آدم، لا تبلني بهلاكك، فإنّي أفعل ما أشاء.
  كتب رقعة فيها شعر لغلام في مسجد البصرة
  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق، عن حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:
  نظر محمد بن مناذر إلى غلام حسن الوجه في مسجد البصرة، فكتب إليه بهذه الأبيات:
  وجدت في الآثار في بعض ما ... حدّثنا الأشياخ في المسند
  ممّا روى الأعمش عن جابر ... وعامر الشّعبيّ والأسود
  وما روى شعبة عن عاصم ... وقاله حمّاد عن فرقد
  وصيّة جاءت إلى كل ذي ... خدّ خلا من شعر أسود
  أن يقبلوا الرّاغب في وصلهم ... فاقبل فإني فيك لم أزهد
  نوّل فكم من جمرة ضمّها ... قلبي من حبّيك لم تبرد
  فلمّا قرأها الفتى ضحك، وقلب الرّقعة، وكتب في ظهرها: لست شاعرا / فأجيبك، ولا فاتكا فأساعدك، وأنا أعوذ باللَّه ربّك من شرّك.
(١) ف: ... بالأنامل».
(٢) ف: «لي».