كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أشجع وأخباره

صفحة 410 - الجزء 18

  /

  وكنت إذا هززت حسام قول ... قطعت بحجّتي علق⁣(⁣١) الوتين

  لعلّ الدهر يطلق من لساني ... لهم يوما ويبسط من يميني

  فأقضي دينهم بوفاء قول ... وأثقلهم لصدقي بالديون

  وقد علموا جميعا أنّ قولي ... قريب حين أدعوه يجيني

  وكنت إذا هجوت رئيس قوم ... وسمت على الذّؤابة والجبين

  بخطَّ مثل حرق النّار باق ... يلوح على الحواجب والعيون

  أمائلة بودّك يا بن يحيى ... رجالات ذوو ضغن كمين

  يشيمون السّيوف⁣(⁣٢) إذا رأوني ... فإن ولَّيت سلَّت من جفون

  ولو كشفت سرائرنا جميعا ... علمت من البريء من الظَّنين⁣(⁣٣)

  علام - وأنت تعلم نصح جنبي ... وأخذي منك بالسّبب المتين

  وعسفي كلّ مهمهة خلاء ... إليك بكل يعملة أمون⁣(⁣٤)

  وإحيائي الدّجى لك بالقوافي ... أقيم صدورهنّ على المتون -

  تقرّب منك أعدائي وأنأى ... ويجلس مجلسي من لا يليني!

  ولو عاتبت نفسك في مكاني⁣(⁣٥) ... إذا لنزلت عندك باليمين

  ولكنّ الشّكوك نأين عنّي ... بودّك، والمصير إلى اليقين

  فإن أنصفتني أحرقت منهم ... بنضج الكيّ أثباج⁣(⁣٦) البطون

  أول ما نجم به أشجع اتصاله بجعفر بن المنصور

  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ والحسن بن عليّ، قالا: حدثنا العنزيّ، قال: حدثنا عليّ بن الفضل السّلميّ، قال:

  أوّل ما نجم به أشجع أنّه اتّصل بجعفر بن المنصور وهو حدث، وصله به أحمد بن يزيد السّلميّ وابنه عوف، فقال أشجع في جعفر بن المنصور قوله:

  اذكروا حرمة العواتك منّا ... يا بني هاشم بن عبد مناف

  قد ولدناكم ثلاث ولادا ... ت خلطن الأشراف بالأشراف

  مهّدت هاشما نجوم قصيّ ... وبنو فالح حجور عفاف

  إنّ أرماح بهثة بن سليم⁣(⁣٧) ... لعجاف الأطراف غير عجاف


(١) العلق: الحبل. وفي ف: «عرق».

(٢) يشيمون السيوف: يدخلونها في أغمادها.

(٣) الظنين: المتهم.

(٤) اليعملة: الناقة النجيبة المطبوعة على العمل. الأمون: الموفقة الخلق المأمونة الكلال.

(٥) ف: «من فؤادي».

(٦) الأثباج: جمع ثبج، وهو الوسط من كل شيء.

(٧) كذا في «القاموس» (بهث). وفي ف، «المختار»: «بهشة». وفي ب، ما: «بهمة من سليم».