كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب أشجع وأخباره

صفحة 420 - الجزء 18

  صوت

  رأى في السّما رهجا⁣(⁣١) فيمّم نحوه ... يجرّ ردينيّا وللرّهج يستقري

  تناولت أطراف البلاد بقدرة ... كأنّك فيها تقتفي أثر الخضر

  / الغناء لابن جامع ثاني ثقيل عن بذل وابن المكَّيّ.

  أشجع يهنئ الرشيد بفتح هرقلة

  أخبرني هاشم بن محمد أبو دلف الخزاعيّ، قال: حدثني الفضل بن محمد اليزيديّ، عن إسحاق الموصليّ، قال:

  لما انصرف الرشيد من غزاة هرقلة قدم الرّقّة في آخر شهر رمضان، فلما عيّد جلس للشعراء، فدخلوا عليه وفيهم أشجع، فبدرهم وأنشأ يقول:

  لا زلت تنشر أعيادا وتطويها ... تمضي بها لك أيام وتثنيها

  مستقبلا زينة الدّنيا وبهجتها ... أيامنا لك لا تفنى وتفنيها⁣(⁣٢)

  ولا تقضّت بك الدّنيا ولا برحت ... يطوي لك الدّهر أياما وتطويها

  وليهنك الفتح والأيّام مقبلة ... إليك بالنصر معقودا نواصيها⁣(⁣٣)

  أمست هرقلة تهوي⁣(⁣٤) من جوانبها ... وناصر اللَّه والإسلام يرميها

  ملَّكتها وقتلت النّاكثين بها ... بنصر من يملك الدّنيا وما فيها

  ما روعي الدّين والدّنيا على قدم ... بمثل هارون راعيه وراعيها

  قال: فأمر له بألف دينار، وقال: لا ينشدني أحد بعده، فقال أشجع: واللَّه لآمره بألَّا ينشده أحد بعدي أحبّ إليّ من صلته.

  حدثني أحمد بن وصيف، ومحمد بن يحيى الصّوليّ، قالا: حدثنا محمد بن موسى بن حماد، قال: حدّثني عبد اللَّه بن عمرو الوراق، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن منصور بن زياد، عن أبيه، قال:

  / دخل أشجع على الرّشيد ثاني يوم الفطر فأنشده:

  صوت

  استقبل العيد بعمر جديد ... مدّت لك الأيّام حبل الخلود


(١) الرهج: الغبار أو ما أثير منه.

(٢) جاء في ف بيتان مكان هذا البيت وهما:

مستقبلا بهجة وزينتها ... أيامها لك نظم في لياليها

العيد والعيد والأيام بينهما ... موصولة لك لا تفنى وتقنيها

والبيتان أيضا في «الشعر والشعراء» لابن قتيبة ٢/ ٨٨٤ مع خلاف في بعض الألفاظ.

(٣) في «الشعر والشعراء» ٢/ ٨٨٤:

«وليهنك النصر ..... إليك بالفتح ... «

(٤) «التجريد»:

«ترمي من جوانبها»