أخبار ابن مفرغ ونسبه
  من أساوير ما ينون قياما ... وخلاخيل تذهل المولودا(١)
  وطماطيم من مشايخ جون(٢) ... ألبسوني مع الصّباح قيودا
  أيّ بلوى معيشة قد بلونا ... فنعمنا وما رجونا خلودا
  ودهور لقيننا موجعات ... وزمان يكسّر الجلمودا
  فصبرنا على مواطن ضيق ... وخطوب تصيّر البيض سودا
  ظلّ فيها النصيح يرسل سرّا ... لا تهالنّ إن سمعت الوعيدا
  أفإنس ما هكذا صبر إنس ... أم من الجنّ أم خلقت حديدا
  لا ذعرت السّوام في فلق الص ... بح مغيرا ولا دعيت يزيدا(٣)
  يوم أعطي مخافة الموت ضيما ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا(١)
  قال: وهي قصيدة طويلة
  وتمثّل الحسين بن عليّ ~ بهذين البيتين لمّا خرج من المدينة إلى مكة عند بيعة يزيد:
  لا ذعرت السّوام في فلق الصّ ... بح مغيرا ولا دعيت يزيدا
  يوم أعطي مخافة الموت ضيما ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا
  حدّثني أحمد بن عيسى أبو موسى العجليّ العطَّار بالكوفة قال: حدّثني الحسين(٤) بن نصر بن مزاحم المنقريّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمر بن سعد، عن أبي مخنف، قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبريّ قال:
  واللَّه لرأيت حسينا # وهو يمشي بين رجلين، يعتمد على هذا مرّة، وعلى هذا مرة، حتى دخل المسجد وهو يقول:
  لا ذعرت السّوام ... البيتين.
  قال: فقلت عند ذلك إنّه لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج، فما لبث أن خرج فلحق بمكة، فلما خرج من المدينة قال: {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(٥). ولما توجّه نحو مكة قال: {ولَمَّا تَوَجَّه َ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ}(٦).
  مروان بن الحكم يعطيه ويكسوه
  أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدّثني عليّ بن الصبّاح، عن ابن الكلبيّ قال:
  لما قدم ابن مفرّغ إلى معاوية مع خمخام الذي وجّهه إليه، فانتزعه من عبّاد بن زياد، نزل على مروان بن
(١ - ١) التكملة من ف.
(٢) «الشعر والشعراء» ١ - ٣٢٢:
«وطماطيم من سبابيج غتم»
والطماطيم: الأعاجم في لسانهم طمطمة أي عجمة لا يفصحون.
(٣) مد، ما: «لا دعوت». وفي «الشعر والشعراء» ١ - ٣٢٢:
«لا ذعرت السوام في غلس الليل»
(٤) ب، مد، ما: «الحسن بن نصر».
(٥) القصص / ٢١.
(٦) القصص / ٢٢.