أخبار بكر بن النطاح ونسبه
  العين تبدي الحبّ والبغضا ... وتظهر الإبرام والنّقضا
  درّة ما أنصفتني في الهوى ... ولا رحمت الجسد المنضى(١)
  مرّت بنا في قرطق(٢) أخضر ... يعشق منها بعضها بعضا
  غضبي ولا واللَّه يا أهلها ... لا أشرب البارد أو ترضى
  / كيف أطاعتكم بهجري وقد ... جعلت خدّيّ لها أرضا!
  وقال فيها أيضا وفيه رمل طنبوري:
  صدّرت فأمسى لقاؤها حلما(٣) ... واستبدل الطرف بالدّموع دما
  وسلَّطت حبّها على كبدي ... فأبدلتني بصحّة سقما
  / وصرت فردا أبكي لفرقتها ... وأقرع السّنّ بعدها ندما
  شقّ عليها قول الوشاة لها: ... أصبحت في أمر ذا الفتى علما
  لولا شقائي وما بليت به ... من هجرها ما استثرت ما اكتتما(٤)
  كم حاجة في الكتاب بحت بها ... أبكيت منها القرطاس والقلما
  وقال فيها أيضا، وفيه رمل لأبي الحسن أحمد بن جعفر جحظة:
  بعدت عني فتغيّرت لي ... وليس عندي لك تغيير
  فجدّدي ما رثّ من وصلنا ... وكلّ ذنب لك مغفور
  أطيّب النّفس بكتمان ما ... سارت به من غدرك العير
  وعدك يا سيّدتي غرّني ... منك ومن يعشق مغرور
  يحزنني علمي بنفسي إذا ... قال خليلي أنت مهجور
  يا ليت من زيّن هذا لها ... جارت لنا فيه المقادير
  ساقي النّدامي سقّها صاحبي(٥) ... فإنني ويحك معذور
  أأشرب الخمر على هجرها ... إني إذا بالهجر مسرور!
  وفيها يقول وقد خرج مع أبي دلف إلى أصبهان:
  يا ظبية السّيب التي أحببتها ... ومنحتها لطفي ولين جناحي
  عيناي باكيتان بعدك للَّذي ... أودعت قلبي من ندوب جراح
  سقيا لأحمد من أخ ولقاسم ... فقدا غدوّي لاهيا ورواحي
(١) المنضى: المهزول.
(٢) القرطق: قباء ذو طاق واحد «معرب».
(٣) مي: «حرما»، وفي ب: «حمما».
(٤) ب:
«لولا سقامي ما بيت به ... من هجرها لاستترت فاكتتما «
(٥) ب:
«ساقي المدام أسقها صاحبي»