مقتل مصعب بن الزبير
٧ - مقتل مصعب بن الزبير
  خرج لمحاربة عبد الملك بن مروان
  وهذا الشعر يقوله عبيد اللَّه بن قيس لمصعب بن الزّبير لما حشد للخروج عن الكوفة لمحاربة عبد الملك بن مروان.
  استشارة عبد الملك بن مروان في المسير إلى العراق
  وكان السبب في ذلك، فيما أجاز لنا الحرميّ بن أبي العلاء روايته عنه، عن الزّبير بن بكار، عن المدائنيّ، قال:
  لما كانت سنة اثنتين وسبعين، استشار عبد الملك بن مروان عبد الرحمن بن الحكم في المسير إلى العراق ومناجزة مصعب، فقال: يا أمير المؤمنين، قد واليت بين عامين تغزو فيهما وقد خسرت خيلك ورجالك، وعامك هذا عام حارد فأرح نفسك ورجلك(١) ثم ترى رأيك. فقال: إني أبادر ثلاثة أشياء، وهي أنّ الشام أرض بها المال قليل فأخاف أن ينفد ما عندي، وأشراف أهل العراق قد كاتبوني يدعونني إلى أنفسهم، وثلاثة من أصحاب رسول اللَّه ﷺ قد كبروا ونفدت أعمارهم، وأنا أبادر بهم الموت أحبّ أن يحضروا معي.
  ثم دعا يحيى بن الحكم - وكان يقول: من أراد أمرا فليشاور يحيى بن الحكم فإذا أشار عليه بأمر فليعمل بخلافه. فقال: ما ترى في المسير إلى العراق؟ قال: أرى أن ترضى بالشام وتقيم بها وتدع مصعبا / بالعراق، فلعن اللَّه العراق! فضحك عبد الملك.
  ودعا عبد اللَّه بن خالد بن أسيد فشاوره، فقال: يا أمير المؤمنين قد غزوت مرة فنصرك اللَّه، ثم غزوت ثانية فزادك اللَّه بها عزّا، فأقام عامك هذا.
  فقال لمحمد بن مروان: ما ترى؟ قال: أرجو أن ينصرك اللَّه أقمت أم غزوت، فشمّر فإن اللَّه ناصرك. فأمر الناس فاستعدوا للمسير، فلما أجمع عليه قالت عاتكة بنت يزيد بن معاوية زوجته: يا أمير المؤمنين، وجّه الجنود وأقم، فليس الرأي أن يباشر / الخليفة الحرب بنفسه، فقال: لو وجّهت أهل الشام كلَّهم فعلم مصعب أنّي لست معهم لهلك الجيش كله، ثم تمثل:
  ومستخبر عنّا يريد بنا الرّدى ... ومستخبرات والعيون سواكب
  ثم قدّم محمد بن مروان ومعه عبد اللَّه بن خالد بن أسيد وبشر بن مروان، ونادى مناديه: إن أمير المؤمنين قد استعمل عليكم سيّد الناس محمد بن مروان. وبلغ مصعب بن الزبير مسير عبد الملك، فأراد الخروج فأبى عليه أهل
(١) ف: «فأرح نفسك وجسدك».