كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عويف ونسبه

صفحة 132 - الجزء 19

  وهم قتلوا بني بدر وعبسا ... وألصق حرّ وجهك⁣(⁣١) بالتّراب

  تذكَّرت الذّحول⁣(⁣٢) فلن تقضّى ... ذحولك⁣(⁣٢) أو تساق إلى الحساب

  إذا سارت قبائل من جناب ... وعوف أشحنوا⁣(⁣٣) شمّ الهضاب

  وقد حاربتنا فوجدت حربا ... تغصّك حين تشرب بالشّراب

  فأقبل عمير يخطر، فخرج من قرقيسيا يتطرّف⁣(⁣٤) بوادي كلب، فيغير عليها وعلى من أصاب من قضاعة وأهل اليمن، ويخصّ كلبا ومعشر تغلب⁣(⁣٥)، قبل أن تقع الحرب بين قيس وتغلب، فجعل أهل البادية ينتصفون من أهل القرار⁣(⁣٦) كلَّهم. فلما رأت كلب ما لقي أصحابهم، وأنهم لا يمتنعون من خيل الحاضرة، اجتمعوا إلى حميد بن حريث بن بحدل، فسار بهم حتى نزل تدمر، وبه بنو نمير، وقد كان بين النّميريّين خاصة وبين الكلبيّين الذين بتدمر عقد مع ابن بخدل بن بعّاج الكلبيّ، فأرسلت بنو نمير رسلا إلى حميد يناشدونه الحرمة، فوثب عليهم / ابن بعّاج الكلبيّ فذبحهم، وأرسلوا إليهم: إنّا قد قطعنا الَّذي بينا وبينكم، فالحقوا بما يسعكم من / الأرض، فالتقوا فقتل ابن بعّاج وظفر بالنّميريّين فقتلوا قتلا ذريعا وأسروا⁣(⁣٧)، فقال راعي الإبل في قتل ابن بعّاج ولم يذكر غيره من الكلبيّين:

  تجئ⁣(⁣٨) ابن بعّاج نسور كأنّها ... مجالس تبغي بيعة عند تاجر

  تطيف بكلبيّ عليه جديّة⁣(⁣٩) ... طويل القرا⁣(⁣١٠) يقذفنه في الحناجر

  يقول له من كان يعلم علمه ... كذاك انتقام اللَّه من كلّ فاجر

  وقد كان زفر بن الحارث لمّا أغار عمير بن الحباب على الكلبيّين قال يعيّرهم بقوله:

  يا كلب قد كلب الزّمان عليكم ... وأصابكم منّي عذاب مرسل

  إنّ السّماوة لا سماوة فالحقي ... بمنابت الزّيتون وابني بحدل⁣(⁣١١)

  وبأرض عكّ والسّواحل إنّها ... أرض تذوّب باللَّقاح وتهزل⁣(⁣١٢)


(١) ف:

«وألصق خد قيس»

(٢) الذّحول: الثارات. وفي ب، مي، مد:

«الدخول ... دخولك»

(٣) أشحنوا: ملأوا. وفي مي: «أبحروا».

(٤) مي: «يتطوف».

(٥) ب، مي: «ويحض كلبا ومعه تغلب».

(٦) القرار: الحضر. وفي ب، مد، مي: «القرى».

(٧) ف: «فقتلوا قتلا شديدا وسيّروا».

(٨) مد، مي: «تجر».

(٩) الجدية: الدم.

(١٠) القرا: الظهر.

(١١) في البيت إقواء. والسماوة: ماءة لكلب بين الكوفة والشام.

(١٢) مي:

«تذوب بها اللقاح»