كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عويف ونسبه

صفحة 131 - الجزء 19

  ما قيل في يوم المرج

  وأقبل زفر يبكي قتلى المرج ويقول:

  لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... لمروان صدعا بيننا متنائيا

  أتذهب كلب لم تنلها رماحنا ... ويترك قتلى راهط هي ماهيا!

  / فقد ينبت المرعى على دمن الثّرى ... وتبقى حزازات النّفوس كما هيا

  أبعد ابن صقر وابن عمرو تتابعا ... ومصرع همّام أمنّى الأمانيا⁣(⁣١)!

  فقال ابن المخلاة الكلبيّ يجيبه:

  لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... على زفر داء من الدّاء باقيا

  تبكَّي على قتلى سليم وعامر ... وذبيان مغرورا⁣(⁣٢) وتبكى البواكيا

  وقال ابن المخلاة في يوم المرج:

  ويوم ترى الرّايات فيه كأنّها ... حوائم طير مستدير وواقع

  مضى أربع بعد اللَّقاء وأربع ... وبالمرج باق من دم القوم⁣(⁣٣) ناقع

  طعنّا زيادا في استه وهو مدبر ... وثور أصابته السّيوف القواطع

  ونجّى حبيشا ملهب⁣(⁣٤) ذو علالة ... وقد جذّ من يمنى يديه الأصابع

  وقد شهد الصّفّين عمرو بن محرز ... فضاق عليه المرج والمرج واسع

  وقال رجل من بني عذرة:

  سائل بني مروان أهل العجّ⁣(⁣٥) ... رهط النّبيّ وولاة الحجّ

  عنّا وعن قيس غداة المرج ... إذ يثقفون ثقفا بنجّ⁣(⁣٦)

  تسديس أطراف القنا المعوجّ ... إذ أخلف الضّحّاك ما يرجّي

  مذ تركوا من بعد طول هرج⁣(⁣٧) ... لحم ابن قيس للضّباع العرج

  / وقال جوّاس بن القعطل⁣(⁣٨) الكلابيّ في يوم المرج:

  هم قتلوا براهط جدّ قيس⁣(⁣٩) ... سليما والقبائل من كلاب


(١) في معجم ياقوت ٢: ٧٤٤ ط ليبزج:

أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا ... ومقتل همام أمنّى الأمانيا

(٢) مي: «معروفا».

(٣) ف: «من دم الجوف».

(٤) الملهب: الفرس الشديد الجري المثير للغبار. وجذّ: قطع.

(٥) مي، ف: «أهل الفج». وعج بالتلبية في الحج: رفع صوته.

(٦) مي، ف:

«إذ يثقفون نقفا خرفج»

وثقفة بالرمح: طعنه. والنج: سيل الجرح بما فيه.

(٧) مي:

«فتركوا من بين ضرب هرج»

وفي ف:

«فتركوا من بعد ...»

(٨) ب: «جواس بن قعطل». وفي مد، ف: «جواس بن يعطل».

(٩) ف: «جلّ قيس».