كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عويف ونسبه

صفحة 137 - الجزء 19

  فقد أتيا حميد ابن المنايا⁣(⁣١) ... وكلّ فتى ستشعبه المنون

  وقال رجل من بني عبد ودّ:

  نحن قتلنا سيّديهم بشيخنا ... سويد فما كانا وفاء به دما

  وقال حلحلة وهو في السّجن:

  لعمري لئن شيخا فزارة أسلما ... لقد خزيت قيس وما ظفرت كلب

  وقال أرطاة بن سهيّة يحرّض قيسا:

  أيقتل شيخنا ويرى حميد ... رخيّ البال منتشيا⁣(⁣٢) خمورا

  فإن دمنا بذاك وطال عمر ... بنا وبكم ولم نسمع نكيرا

  فناكت أمّها قيس جهارا ... وعضّت بعدها مضر الأيورا

  وقال عميرة بنت حسّان الكلبيّة تفخر بفعل حميد في قيس:

  سمت كلب إلى قيس بجمع ... يهدّ مناكب الأكم الصّعاب

  بذي لجب يدقّ الأرض حتى ... تضايق من دعا بهلا وهاب⁣(⁣٣)

  نفين إلى الجزيرة فلّ قيس ... إلى بقّ بها وإلى ذباب⁣(⁣٤)

  وألفينا هجين بني سليم ... يفدّي المهر من حبّ الإياب

  فلو لا عدوة المهر المفدّى ... لأبت وأنت منخرق الإهاب

  / ونجّاه حثيث الرّكض منا ... أصيلانا ولون الوجه كأبي

  وآض كأنه يطلى بورس ... ودقّ هويّ كاسرة عقاب

  حمدت اللَّه إذ لقّى سليما ... على دهمان صقر بني جناب

  تركن الرّوق⁣(⁣٥) من فتيات قيس ... أيامى قد يئسن من الخضاب

  فهنّ إذا ذكرن حميد كلب ... نعقن برنّة بعد انتحاب

  متى تذكر فتى كلب حميدا ... تر القيسيّ يشرق بالشّراب

  مدح عيينة بن أسماء رغم تطليقه أخته

  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أخي الأصمعيّ، عن عمه، قال:

  أنشدني رجل من بني فزارة لعويف القوافي - وهو عويف بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة الفزاري - وكانت أخته عند عيينة بن أسماء بن خارجة فطلَّقها، فكان عويف مراغما لعيينة وقال: الحرة لا تطلَّق بغير ما بأس،


(١) ف:

«فقد لقيا حميد ابن المنايا»

(٢) انتشى فلان: بدأ سكره.

(٣) هلا: زجر للخيل، وهاب: زجر للإبل عند السوق.

(٤) بق: مدينة على شاطى الفرات، وذباب: جبل بالمدينة.

(٥) الروق: الجميلات.