أخبار سلم الخاسر ونسبه
  يخاف(١) أن تنفذ أرزاقه ... والرزق عند اللَّه لا ينفد
  الرّزق مقسوم على من ترى ... يناله الأبيض والأسود
  كلّ يوفّى رزقه كاملا ... من كفّ عن جهد ومن يجهد
  ابن أخته ينتصر له من أبي العتاهية
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أبو العسكر المسمعيّ، وهو محمد بن سليمان، قال: حدّثني العبّاس بن عبد اللَّه بن سنان بن عبد الملك بن مسمع، قال:
  كنا عند قثم بن جعفر بن سليمان، وهو يومئذ أمير البصرة، وعنده أبو العتاهية ينشده شعره في الزهد، فقال لي: قثم: يا عباس! اطلب لي الجمّاز الساعة حيث كان فجئني به، ولك سبق(٢)، فطلبته؛ فوجدته جالسا ناحية عند ركن دار جعفر بن سليمان، فقلت: له أجب الأمير، فقام معي حتى أتى قثم فجلس في ناحية مجلسه وأبو العتاهية ينشده، ثم قام إليه الجمّاز فواجهه، وأنشد قول سلم الخاسر فيه:
  ما أقبح التزهيد(٣) من واعظ ... يزهّد الناس ولا يزهد
  لو كان في تزهيده صادقا ... أضحى وأمسى بيته المسجد
  وذكر الأبيات كلها، فقال أبو العتاهية: من هذا أعز اللَّه الأمير؟ قال: هذا الجماز، وهو ابن أخت سلم الخاسر، انتصر لخاله منك حيث قلت له:
  تعالى اللَّه يا سلم بن عمرو ... أذلّ الحرص أعناق الرجال
  قال: فقال أبو العتاهية للجماز: يا بن أخي، إني لم أذهب في شعري الأول حيث ذهب خالك؛ ولا أردت أن أهتف به، ولا ذهبت أيضا في حضوري وإنشادي حيث ذهبت من الحرص على الرزق، واللَّه يغفر لكما! ثم قام فانصرف.
  مبلغ ما وصل إليه من الرشيد والبرامكة
  أخبرني عمّي، عن أحمد بن أبي طاهر، عن أبي هفّان، قال:
  وصل إلى سلم الخاسر من آل برمك خاصة سوى ما وصل إليه من غيرهم عشرون ألف دينار، ووصل إليه من الرشيد مثلها.
  يطلب إلى أبي محمد اليزيدي أن يهجوه فيفعل فيندم
  أخبرني محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدّثني عمّاي عبيد اللَّه والفضل؛ عن أبيهما، عن أبي محمد اليزيديّ:
  أنه حضر مجلس عيسى بن عمر، وحضر سلم الخاسر، فقال له: يا أبا محمد، اهجني على رويّ قصيدة امرئ القيس:
(١) كذا في المختار، وفي س: «فخاف»، وهو تحريف.
(٢) والسبق، بالتحريك: ما يتراهن عليه المتسابقون.
(٣) في س: «الزهيد»، وهو تحريف.