كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فضل الشاعرة

صفحة 201 - الجزء 19

  صوت

  الصبر ينقص والسّقام⁣(⁣١) يزيد ... والدار دانية وأنت بعيد

  أشكوك أم أشكو إليك فإنه ... لا يستطيع سواهما المجهود

  إني أعوذ بحرمتي بك في الهوى ... من أن يطاع لديك فيّ حسود⁣(⁣٢)

  في هذه الأبيات رمل طنبوري. وأظنه لجحظة.

  شعر آخر تبادل فيه شوقا بشوق

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني الحسن بن عيسى الكوفيّ، قال: حدثنا أبو دهمان، وأخبرني أيضا به عبد اللَّه بن نصر المروزيّ، قالا:

  / كانت فضل الشاعرة من أحسن الناس وجها وخلقا وخلقا وأرقّهم شعرا، فكتب إليها بعض من كان يجمعه وإياها مجلس الخليفة، ولا تطلعه على حبها⁣(⁣٣) له:

  ألا ليت شعري فيك⁣(⁣٤) هل تذكرينني ... فذكراك في الدنيا إليّ حبيب

  وهل لي نصيب في فؤادك ثابت ... كما لك عندي في الفؤاد نصيب

  ولست بموصول فأحيا بزورة ... ولا النفس عند اليأس عنك تطيب

  قال: فكتبت إليه:

  نعم⁣(⁣٥) وإلهي إنني بك صبّة ... فهل أنت يا من لا عدمت مثيب؟⁣(⁣٦)

  لمن أنت منه في الفؤاد مصوّر ... وفي العين نصب العين حين تغيب

  فثق بوداد أنت مظهر مثله ... على أنّ بي سقما وأنت طبيب

  تجيز بيتا أنشده المتوكل

  أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني يحيى بن عليّ بن يحيى المنجّم، قال: حدّثني الفضل بن العباس الهاشميّ، قال: حدّثتني بنان الشاعرة، قالت⁣(⁣٧):

  اتكأ المتوكل على يدي ويد فضل الشاعرة، وجعل يمشي بيننا، ثم قال: أجيزا لي قول الشاعر:

  تعلمت أسباب الرضا خوف عتبها⁣(⁣٨) ... وعلَّمها حبّي لها كيف تغضب


(١) في المختار: «الغرام».

(٢) في ما: «يا منيتي من أن يطاع حسود».

(٣) في المختار: «يطلعها على حبه لها».

(٤) في المختار: «فضل»، وهي أوضح وأشبه.

(٥) في المختار: «لعمر إلهي».

(٦) في المختار: «نصيب».

(٧) في س: «قال»، وهو تحريف.

(٨) في المختار: «سخطها».