أخبار فضل الشاعرة
  خلافة أفضت إلى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا
  إنّا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الناس(١) ثمانينا
  لا قدّس اللَّه امرأ لم يقل ... عند دعائي لك: آمينا
  فاستحسن الأبيات، وأمر لها بخمسة آلاف درهم، وأمر عريب(٢) فغنّت فيها.
  شعرها على لسان المعتمد في جارية
  حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبو عبد اللَّه أحمد بن حمدون، قال: عرضت على المعتمد جارية تباع في خلافة المتوكل، وهو يومئذ حديث السنّ، فاشتطَّ مولاها في السّوم، فلم يشترها، وخرج بها إلى ابن الأغلب، فبيعت هناك. فلما ولي المعتمد الخلافة سأل عن خبرها، وقد ذكرها فأعلم أنها بيعت وأولدها مولاها، فقال لفضل الشاعرة: قولي فيها شيئا، فقالت:
  علم الجمال تركتني ... في الحبّ أشهر من علم
  ونصبتني يا منيتي ... غرض المظنّة والتّهم
  فارقتني بعد الدّنوّ ... فصرت عندي كالحلم
  فلو أنّ نفسي(٣) فارقت ... جسمي لفقدك لم تلم
  / ما كان ضرّك لو وص ... لت فخف عن قلبي الألم
  برسالة تهدينها ... أو زورة تحت الظَّلم
  أو لا فطيفي(٤) في المنا ... م فلا أقلّ من اللَّمم
  صلة المحبّ حبيبه ... اللَّه يعلمه كرم
  شعر لها تجيب به عن شعر في الشوق إليها
  حدّثني محمد بن العباس اليزيديّ، قال: كتب بعض أهلنا إلى فضل الشاعرة:
  أصبحت فردا(٥) هائم العقل ... إلى غزال حسن الشكل
  أضنى فؤادي طول عهدي به ... وبعده منّي ومن وصلي
  منية نفسي في هوى فضل ... أن يجمع اللَّه بها شملي
  أهواك يا فضل هوى خالصا ... فما لقلبي عنك من شغل
  قال: فأجابته:
(١) ف: «الأرض»، وفي ما: «الأمر».
(٢) في المختار، ف: «ما عربها»، وهو تحريف.
(٣) ف، ما: «روحي».
(٤) طيفي: أمر من طاف الخيال يطيف: إذا جاء في النوم، وفي ف، مم: «أولا فطيف».
(٥) ف، ما: «صبا».