نسب ابن الخياط وأخباره
  شعر ابنه وقد جلد في الشراب:
  أخبرني وكيع قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود:
  أن مالك بن أنس جلد يونس بن عبد اللَّه بن سالم الخيّاط حدّا في الشراب. قال: وولي ابن سعيد القضاء بالمدينة، فقال يونس فيه:
  بكتني النّاس لأن ... جلدت وسط الرحبه
  وأنني أزني وقد ... غنّيت في المجتسبه
  أعزف فيهم بعصا(١) ... مالك المقتضبه
  فقلت لما أكثروا ... عليّ فيم الجلبه؟
  ذا ابن سعيد قد قضى ... وحالنا مقتربه
  لا بل له التفضيل فيما لم أنل والغلبة
  بحسن صوت مطرب ... وزوجة مغتصبه
  ابن الخياط يستزير الزبير ابن بكار في مرض موته ليجدد له عهدا:
  أخبرني الحرميّ ابن أبي العلاء ووكيع، قال الحرميّ قال الزبير، وقال وكيع قال الزبير بن بكار:
  أرسل إليّ ابن الخيّاط يقول: إني عليل(٢) منذ كذا وكذا، ومنزلي على طريقك إذا / صدرت إلى الثّنية(٣)، وأنا أحب أن أجدّد بك عهدا، قال: فجعلته على طريقي، فوجدته على فرش مضرّبة(٤)، وحوله وسائد، وهو مسجّى، فكشف ابنه الثوب عن وجهه، وقال له: فديتك، هذا أبو عبد اللَّه. فقال له: أجلسني، فأجلسه وأسنده إلى صدره، فجعل يقول بنفس منقطع: بأبي أنت وأمي! أموت منذ بضع عشرة ليلة ما دخل / على قرشيّ غيرك وغير الزبير بن هشام وإبراهيم بن المنذر ومحمد بن عبد اللَّه البكريّ، ولا واللَّه ما أعلم أحدا أحبّ قريشا كحبيّ. قال زبير: وذكر رجلا كان بيني وبينه خلاف فقال: لو كنت شابّا لفعلت بأمّه كذا وكذا، لا يكنى. ثم قال:
  واللَّه لو عادت بني مصعب ... حليلتي قلت لها: بيني
  أو ولدي عن حبّهم قصّروا ... ضغطتهم بالرّغم والهون
  أو نظرت عيني خلافا لهم ... فقأتها عمدا بسكين
  ثم أقبل على ابنه، فقال: يا بنيّ أقول لك في أبي عبد اللَّه ما قال ابن هرمة لابنه في الحسن بن زيد:
  اللَّه جار عتيّ دعوة شفقا ... من الزمان وشرّ الأقرب الوالي
  من كل أحيد عنه لا يقرّبه ... وسط النجيّ(٥) ولا في المجلس الخالي
(١) في ب، س: «بعصا ابن مالك»، وفي ف: «أعرف»، بالراء.
(٢) في ج: «إني أموت من كذا وكذا».
(٣) في ج: «البنية»، وهي الكعبة.
(٤) مضربة: ذات طاقين بينهما قطن.
(٥) النجي: المتناجون.