أخبار علي بن جبلة
  فأتت(١) دون الصبّا هنة ... فليت فوقي(٢) على وتره
  جارتا ليس الشباب لمن ... راح محنيّا على كبره
  / ذهبت أشياء كنت لها ... صارها(٣) حلمي إلى صوره(٤)
  دع جدا قحطان أو مضر ... في يمانيه وفي مضره
  وامتدح من وائل رجلا ... عصر(٥) الآفاق في عصره
  المنايا في مناقبه ... والعطايا في ذرا حجره
  ملك تندى أنامله ... كانبلاج النّوء من مطره
  مستهلّ عن مواهبه ... كابتسام الروض عن زهره
  جبل عزّت مناكبه ... أمنت عدنان في ثغره
  إنما الدنيا أبو دلف ... بين مبدأه(٦) ومحتضره
  فإذا ولَّى أبو دلف ... ولَّت الدنيا على أثره
  لست أدري ما أقول له ... غير أن الأرض في خفره
  يا دواء الأرض إن فسدت ... ومديل اليسر من عسره
  كلّ من في الأرض من عرب ... بين باديه إلى حضره
  مستعير منك مكرمة ... يكتسيها يوم مفتخره
  يقول فيها:
  وزحوف في صواهله ... كصياح(٧) الحشر في أثره
  / قدته والموت مكتمن ... في مذاكيه ومشتجره(٨)
  / فرمت جيلويه(٩) منه يد ... طوت المنشور من نظره
  زرته والخيل عابسة ... تحمل البؤس على عقره(١٠)
  خارجات تحت رايتها ... كخروج الطير من وكره
(١) في أ: «فأتى». وفي ب، س، م: «فأنت»، تحريف.
(٢) الفوق: موضع الوتر من السهم.
(٣) صار الشيء صورا: أماله.
(٤) الصور: الميل، وفعله كفرح.
(٥) العصر: المنجاة.
(٦) كذا في ب، س، ج. في أ، م: «باديه».
(٧) في أ، م:
«كضياء الفجر في أمره»
، الأمر هنا: السطوع والانتشار، من أمر، بكسر الميم: أي كثر ونما.
(٨) في س، ب، ج:
«مستجره كأنه بمعنى مشتعله»
(٩) جيلويه، رجل من ذوي الشوكة كان بين وبين آل أبي دلف وقائع.
(١٠) العقر: جمع عقرة: كهمزة، وهو الراكب يعقر ركوبته من كثرة إتعابه لها.