كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن جبلة

صفحة 236 - الجزء 20

  علَّلاني بشربة تذهب ... الهمّ وتنفي طوارق الأحزان

  وانفثا⁣(⁣١) في مسامع سدّها الصو ... م رقى الموصليّ أو دحمان

  قد أتانا شوال فاقتبل العي ... ش وأعدى⁣(⁣٢) قسرا على رمضان

  نعم عون الفتى على نوب الدهر ... سماع القيان والعيدان

  / وكئوس تجري بماء كروم ... ومطيّ الكئوس أيدي القيان

  من عقار تميت كلّ احتشام ... وتسرّ النّدمان بالنّدمان

  وكأنّ المزاج يقدح منها ... شررا في سبائك العقيان

  فاشرب ألراح واعص من لام فيها ... إنها نعم عدة الفتيان

  واصحب الدهر بارتحال وحلّ ... لا تخف ما يجرّه الحادثان

  حسب مستظهر على الدهر ركنا ... بحميد ردءا من الحدثان

  ملك يقتني المكارم كنزا ... وتراه من أكرم الفتيان

  خلقت راحتاه للجود وألبا ... س وأمواله لشكر اللسان

  ملَّكته على العباد معدّ ... وأقرّت له بنو قحطان

  أريحيّ الندى جميل المحيّا ... يده والسماح⁣(⁣٣) معتقدان⁣(⁣٤)

  وجهه مشرق إلى معتفيه ... ويداه بالغيث تنفجران

  جعل الدهر بين يوميه قسم ... ين بعرف جزل وحرّ طعان

  فإذا سار بالخميس لحرب ... كلّ عن نصّ جريه الخافقان

  وإذا ما هززته لنوال ... ضاق عن رحب صدر الأفقان

  غيث جدب إذا أقام ربيع ... يتغشى بالسّيب كلّ مكان

  يا أبا غانم بقيت على الدهر ... وخلَّدت ما جرى العصران

  ما نبالي إذا عدت المنايا ... من أصابت بكلكل وجران

  قد جعلنا إليك بعث المطايا ... هربا من زماننا الخوّان

  / وحملنا الحاجات فوق عتاق ... ضامنات حوائج الرّكبان

  ليس جود وراء جودك ينتا ... ب ولا يعتفي لغيرك عاني

  فأمر له بعشرة آلاف درهم، وقال: تلك كانت للصوم، فخفّفت وخففنا، وهذه للفطر، فقد زدتنا وزدناك.


(١) كذا في أ، ج. وفي ب، س: «ألقيا»، تحريف.

(٢) أعدي: نصر وأعان.

(٣) كذا في أ، ج، مد. وفي س: «السماء».

(٤) معتقدان: معقودان.