كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار التيمي ونسبه

صفحة 243 - الجزء 20

  صوت

  أودى بجبّان ما لم يترك الناسا ... فامنح فؤداك من أحبابك⁣(⁣١) الياسا

  لما رمته المنايا إذ قصدن له ... أصبن مني سواد القلب والراسا

  وإذ يقول لي العوّاد إذ حضروا ... لا تأس أبشر أبا حبان لا تاسى⁣(⁣٢)

  فبت أرعى نجوم الليل مكتئبا ... إخال سنّته⁣(⁣٣) في الليل قرطاسا

  غنى في الأول والرابع من هذه الأبيات حكم الوادي، ولحنه رمل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وأول هذه القصيدة:

  يا دير هند لقد أصبحت لي أنسا ... وما عهدتك لي يا دير مئناسا

  وهي مشهورة من شعره.

  يجيز بيتا لإسحاق عجز عن إتمامه:

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبي قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدّثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال: قلت:

  وصف الصدّ لمن أهوى فصدّ

  / ثم أجبلت⁣(⁣٤)، فمكثت عدة ليال لا يستوى لي تمامه. فدخل عليّ التيميّ فرآني مفكرا، فقال لي: ما قصتك؟ فأخبرته، فقال:

  وبدا يمزح بالهجر فجدّ

  ثم أتممتها. فقلت:

  ما له يعدل عني وجهه ... وهو لا يعدله عندي أحد؟

  وخرجت إلى مدح الفضل بن الربيع، فقلت:

  /

  قد أرادوا غرّة الفضل وهل ... تطلب الغرّة في خيس الأسد

  ملك ندفع ما نخشى به ... وبه يصلح منّا ما فسد

  يفعل الناس إذا ما وعدوا ... وإذا ما فعل الفضل وعد

  - لإسحاق في هذا الشعر صنعة، ونسبتها:

  صوت

  وصف الصدّ لمن نهوى فصد ... وبدا يمزح بالهجر فجد


(١) ف: في «أحبابك».

(٢) ف:

«لا بأس أبشر أبا حيان لا باسا»

(٣) سنته: وجهه، أو جبهته.

(٤) كذا في ج، أي صعب على القول وفي ب، س: «أحلت».