كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نواس وجنان خاصة

صفحة 262 - الجزء 20

  أكلّ الدهر قلت لها وقالت ... فكم هذا أما هذا بفان!

  جعلت الناس كلَّهم سواء ... إذا حدّثت عنها في البيان

  عدوّك كالصديق وذا كهذا ... سواء، والأباعد كالأداني

  إذا حدّثت عن شأن توالت ... عجائبه أتيتهم بشأن

  فلو موّهت عنها باسم أخرى ... علمنا إذ كنيت من أنت عان؟

  شعره وقد بيعت وسافر بها مولاها:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثني يحيى بن محمد السّلميّ قال: حدّثني أبو عكرمة الضبيّ:

  أنّ رجلا قدم البصرة فاشترى جنان من مواليها، ورحل بها، فقال أبو نواس في ذلك:

  أمّا الديار فقلَّما لبثوا بها ... بين استياق⁣(⁣١) العيس والرّكبان

  وضعوا سياط السّوق⁣(⁣٢) في أعناقها ... حتى اطَّلعن⁣(⁣٣) بهم على الأوطان

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثني محمد بن سعد الكرانيّ قال: حدّثني أبو عثمان الأشنانداني قال: كتب أبو نواس إلى جنان:

  أكثري⁣(⁣٤) المحو في كتابك ... وامحيه إذا ما محوته باللسان

  / وأمرى⁣(⁣٥) بالمحاء بين ثنايا ... ك العذاب المفلَّجات الحسان

  إنني كلما مررت بسطر ... فيه محو لطعته⁣(⁣٦) بلساني

  تلك تقبيلة لكم من بعيد ... أهديت لي وما برحت مكاني

  صوت

  تجنّي علينا آل مكتوبة الذّنبا ... وكانوا لنا سلما فأضحوا لنا حربا

  يقولون عزّ القلب بعد ذهابه ... فقلت ألا طوباي لو أن لي قلبا

  عروضه من الطويل. الشعر لابن أبي عيينة، والغناء لسليمان أخي جحظة، رمل بالوسطى عن عمرو بن بانة.


(١) في م، أ: «استباق».

(٢) في س، ب: «الشوق»، تحريف.

(٣) اطلعن: طلعن.

(٤) في س، ب: «أكثر»، تحريف.

(٥) وفي ب، س: «وامررى»، وهو خطأ صرفي.

(٦) لطعته: لحسته.