أخبار ابن أرطأة ونسبه
  إذا ما حليف القوم أقعى مكانه ... ودبّ كما يمشي الحسير(١) من النّقب
  وهصت(٢) الحصى لا أرهب الضيم قائما(٣) ... إذا أنا راخى لي خناقي بنو حرب
  وقام يجرّ مطرفه(٤) بين الصّفين حتى خرج. فأقبل عمرو بن سعيد على أبيه فقال: لو أمرت بهذا الكلب فضرب مائتي سوط كان خيرا له؛ فقال: يا بنيّ، أضربه وهو حليف حرب بن أميّة ومعاوية خليفة بالشام! إذا لا يرضى! فلما حجّ معاوية لقيه بمنى، فقال: إيه يا سعيد! / أمرك أحمقك بأن تضرب حليفي مائتي سوط! أما واللَّه لو جلدته سوطا لجلدتك سوطين! فقال له سعيد: ولم ذاك؟ أو لم تجلد أنت حليفك عمر بن جبلة! فقال له معاوية: هو لحمي آكله ولا أوكله. قال: وكان ابن سيحان قد قال:
  / لا يعدمنّي نديمي(٥) ماجدا أنفا ... لا قائلا خالطا زورا ببهتان
  أمسي أعاطيه كأسا لذّ مشربها ... كالمسك حفّت بنسرين وريحان
  سبيئة من قرى بيروت صافية ... أو التي سبئت من أرض بيسان
  إنا لنشربها حتى تميل بنا ... كما تمايل وسنان بوسنان
  انقضت أخباره.
  أحد الأصوات المائة المختارة
  صوت من المائة المختارة من رواية علي بن يحيى
  يا خليليّ هجّرا كي تروحا ... هجتما للرّواح قلبا قريحا
  إن تريغا(٦) لتعلما سرّ سعدى ... تجداني بسرّ سعدى شحيحا
  إنّ سعدى لمنية المتمنّي ... جمعت عفّة ووجها صبيحا
  كلَّمتني وذاك ما نلت منها ... إنّ سعدى ترى الكلام ربيحا(٧)
  الشعر لابن ميّادة. والغناء لحنين، ولحنه المختار من الثقيل الأوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق.
  وذكر عمرو بن بانة أن فيه لدحمان لحنا من الثقيل الأوّل بالبنصر، وأظنه هذا، وأنّ عمرا غلط في نسبته إلى دحمان.
(١) كذا روى فيما تقدّم ص ٢٥١ من هذا الجزء وقد ورد هنا في ط: «كما يمشي الكسير على النقب». وفي سائر النسخ «كما يمشي الكسير من النقيب.
(٢) وهصه: دقه وكسره.
(٣) في أ، م: «قاعدا».
(٤) المطرف: واحد المطارف وهي أردية من خز مربعة لها أعلام. وقال الفراء: المطرف من الثياب: ما جعل في طرفيه علمان، والأصل مطرف بالضم فكسروا الميم تخفيفا كما قالوا: مغزل وأصله مغزل من أغزل، أي أد.
(٥) كذا في ط. وقد ورد تقدّم في صفحة ٢٥٦ من هذا الجزء: «لا تعدميني نديما». وفي سائر النسخ هنا: «لا تعدميني نديمي».
(٦) تريغا: تبغا: تبغيا وتريدا.
(٧) ربحا: ذا ربح.