كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب ابن أبي عيينة وأخباره

صفحة 275 - الجزء 20

  ينسب إليه شعر وجد منقوشا على حجر:

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاقيّ⁣(⁣١) قال حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق العمريّ قال: حدثنا أبو هاشم الإسكندراني، عن ابن أبي لهيعة قال:

  حفر حفر في بعض أفنية مكة، فوجد فيه حجر عليه منقوش:

  ما لا يكون فلا يكون بحيلة ... أبدا وما هو كائن فيكون

  سيكون هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون

  / يسعى القويّ فلا ينال بسعيه ... حظَّا ويحظى عاجز ومهين

  قال ابن أبي سعد: هكذا في الحديث، وقد أنشدني هذه الأبيات جماعة لأبي عيينة.

  هو عند الفضل بن الربيع أشعر من أبي نواس:

  حدّثني عمّي قال، حدّثني عمر بن محمد بن عبد الملك، قال: حدّثني عليّ بن عمروس الأنصاريّ عن الأصمعيّ قال:

  قال لي الفضل بن الرّبيع: يأصمعيّ، من أشعر أهل زمانك؟ فقلت: أبو نواس قال: حيث يقول ماذا؟ قلت:

  حيث يقول:

  أما ترى الشمس حلَّت الحملا ... وقام وزن الزمان فاعتدلا

  فقال: واللَّه إنه لذهن⁣(⁣٢) فطن، وأشعر عندي منه أبو عيينة⁣(⁣٣).

  شعره في دنيا حين زوجت:

  حدّثني عمي، قال: حدّثني فضل اليزيديّ: عن إسحاق أنه أنشده لأبي عيينة في دنيا الَّتي كان يشبّب بها، وقد زوّجت وبلغه أنها تهدي إلى زوجها، وكان إسحاق يستحسن هذا الشعر ويستجيده:

  أرى عهدها كالورد ليس بدائم ... ولا خير فيمن لا يدوم له عهد

  وعهدي لها كالآس حسنا وبهجة ... له نضرة تبقى إذا ما انقضى الورد

  فما وجد العذريّ⁣(⁣٤) إذ⁣(⁣٥) طال وجده ... بعفراء⁣(⁣٦) حتى سلّ مهجته الوجد

  كوجدي غداة البين عند التفاتها ... وقد شفّ عنها دون أترابها البرد

  فقلت لأصحابي هي الشمس ضوءها ... قريب ولكن في تناولها بعد


(١) م، مو: «الوراق».

(٢) كذا في أ، مد. وفي س، ب: «لدهن»، تحريف.

(٣) م، أ: «ابن أبي عيينة».

(٤) العذري: المنسوب إلى عذرة، حي من قضاعة، ينسب إليهم العشق. والمراد به عروة بن حزام، أحد العشاق المضروب بهم المثل في شدة الوجد.

(٥) كذا في مد، في س: «إذا»، تحريف.

(٦) هي عفراء بنت مهاصر بن مالك، عم عروة.