نسب ابن أبي عيينة وأخباره
  عيسى بن جعفر بالخريبة(١) - يعني أبا عيينة:
  زر وادي القصر نعم القصر والوادي ... وحبّذا أهله من حاضر بادي
  ترفا(٢) قراقيره(٣) والعيس واقفة ... والضبّ والنون(٤) والملَّاح والحادي
  يحذر سعيد بن عباد عاقبة زواج له:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا محمد بن مجمع قال: تزوّج سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلَّب بنت سفيان بن معاوية بن المهلَّب - وقد كان تزوجها قبله رجلان فدفنتهما، فكتب إليه أبو عيينة:
  رأيت أثاثها فرغبت فيه ... وكم نصبت لغيرك بالأثاث
  إلى دار المنون فجهّزتهم ... تحثّهم بأربعة حثاث
  فصيّر أمرها بيدي أبيها ... وعيشك من حبالك بالثلاث
  وإلَّا فالسلام عليك منّي ... سأبدأ من غد لك بالمراثي
  يعاتب إسحاق لتأخره عن دعوة إلى مجلس:
  أخبرني محمد بن مزيد الصوليّ قال: حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، قال:
  كان عليّ بن هشام قد دعاني ودعا أبا عيينة وتأخرت عنه حتى اصطبحنا شديدا، وتشاغلت برجل كان عندي من الأعراب، وكان فصيحا لأكتب عنه، وكان عنده / بعض من يعاديني - قال حماد: كأنه يومئ بهذا القول إلى إبراهيم بن المهديّ - فسأل أبا عيينة أن يعاتبني بشعر ينسبني فيه إلى الخلف فكتب إليّ:
  يا مليئا بالوعد والخلف والمط ... ل بطيئا عن دعوة الأصحاب
  لهجا بالأعراب إنّ لدينا ... بعض من تشتهي من الأعراب
  قد عرفنا الَّذي شغلت به عنّا ... وإن كان غير ما في الكتاب
  قال: فكتبت إلى الَّذي حمل أبا عيينة على هذا - يعني إبراهيم بن المهدي:
  قد فهمت الكتاب أصل ... حك اللَّه وعندي إليك ردّ الجواب
  ولعمري ما تنصفون ولا كان ... الَّذي جاء منكم في حسابي
  لست آتيك فاعلمنّ ولالي ... فيك حظ من بعد هذا الكتاب
(١) «الخريبة»: موضع بالبصرة، ويقال: إنه سمي بذلك لأن المرزبان كان ابتنى به مقرا وخرب بعد، فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده وفيه أبنية، وسموها الخريبة. وفي س: «الحزينة»، وفي ب، الخريبة وفي م، أ: «الحزبية». وكله تحريف.
(٢) رفأ السفينة كمنع: أدناها من الشط.
(٣) القراقير، جمع قرقور كعصفور: السفينة أو الطويلة، أو العظيمة ورواية «معجم البلدان»:
يا وادي القصر نعم القصر والوادي ... من منزل حاضر إن شئت أوبادي
ترى قراقيره والعيس واقفة ... والضب والنون والملاح والحادي
(٤) النون: الحوت.