كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 300 - الجزء 20

  أسر المؤذّن صالح وضيوفه ... أسر الكميّ هفا خلال الماقط⁣(⁣١)

  بعثوا عليه بنيهم وبناتهم ... من بين ناتفة وآخر سامط

  يتنازعون كأنهم قد أوثقوا ... خاقان⁣(⁣٢) أو هزموا كتائب ناعط

  نهشوه فانتزعت له أسنانهم ... وتهشمت أقفاؤهم بالحائط

  / قال: فكتبها الناس عنه ومضوا، فقال لي أبي وقد رجع إلى البيت: ويحكم، ضاقت عليكم المآكل، فلم تجدوا شيئا تأكلونه سوى ديك دعبل؟ ثم أنشدنا الشعر، وقال لي: لا تدع ديكا ولا دجاجة تقدر عليه إلَّا اشتريته، وبعثت به إلى دعبل، وإلَّا وقعنا في لسانه، ففعلت ذلك. قال وناعط قبيلة من همدان⁣(⁣٣) ومجالد بن سعيد ناعطيّ قال: وأصله جبل نزلوا به، فنسبوا إليه.

  يهجو غير معين، ثم يذكر فيه اسم من يغضب عليه:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثني ابن مهرويه قال: حدّثني أحمد بن أبي كامل قال:

  كان دعبل ينشدني كثيرا هجاء قاله، فأقول له: فيمن هذا؟ فيقول ما استحقه أحد بعينه بعد، وليس له صاحب، فإذا وجد على رجل جعل ذلك الشعر فيه، وذكر اسمه في الشعر.

  وقد أخبرني الحسن بن عليّ عن ابن مهرويه عن أحمد بن أبي كامل بهذا الخبر بعينه، وزاد فيه - فيما ذكر ابن أبي كامل - أنه كان عند صالح هذا في يوم أخذه ديك دعبل، قال: وهو صالح بن بشر بن صالح بن الجارود العبديّ.

  يهجو أبا نضير الطوسي لأنه لم يرضه في مدحه:

  أخبرني محمد بن عمران قال حدّثني العنزيّ قال حدّثني أحمد بن محمد بن أبي أيوب قال:

  مدح دعبل أبا نضير⁣(⁣٤) بن حميد الطَّوسيّ، فقصّر في أمره ولم يرضه من نفسه، فقال عند ذلك دعبل فيه يهجوه:

  أبا نضير تحلحل عن مجالسنا ... فإنّ فيك لمن جاراك منتقصا

  أنت الحمار حرونا إن وقعت به ... وإن قصدت إلى معروفه قمصا

  / إني هززتك لا آلوك مجتهدا ... لو كنت سيفا ولكني هززت عصا

  أبو تمام يهجوه ويتوعده:

  قال: فشكاه أبو نضير إلى أبي تمام الطائيّ، واستعان به عليه، فقال أبو تمام يجيب دعبلا عن قوله، ويهجوه ويتوعده:


(١) الماقط: المضيق في الحرب.

(٢) الخاقان: اسم لكل ملك خقنه الترك، أي ملكوه عليهم.

(٣) كذا في م، أ. وفي س، ب «همذان»، تحريف.

(٤) م، مي. «أبا نصر بن حميد» تحريف.