كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 301 - الجزء 20

  أدعبل إن تطاولت الليالي ... عليك فإن شعري سمّ ساعة

  وما وفد الشيب عليك إلَّا ... بأخلاق الدناءة والضّراعه⁣(⁣١)

  ووجهك إن رضيت به نديما ... فأنت نسيج وحدك في الرّقاعه

  ولو بدّلته وجها بوجه ... لما صلَّيت يوما في جماعه

  ولكن قد رزقت به⁣(⁣٢) سلاحا ... لو استعصيت ما أعطيت⁣(⁣٣) طاعه

  مناسب طيّئ قسمت فدعها ... فليست مثل نسبتك المشاعه

  وروّح منكبيك فقد أعيدا ... حطاما من زحامك في خزاعة

  قال العنزيّ: يقول إنك تزاحم خزاعة، تدّعي أنك منهم ولا يقبلونك.

  يهجو الخاركي لأنه هجاه:

  أخبرني محمد بن عمران قال حدّثني العنزيّ قال: حدّثني محمد بن أحمد بن أيوب قال: تعرّض الخاركيّ⁣(⁣٤) النصري - وهو رجل من الأزد - لدعبل بن عليّ فهجاه، وسبّه، فقال فيه دعبل:

  وشاعر عرّض لي نفسه ... لخارك آباؤه تنمي

  يشتم عرضي عند ذكري وما ... أمسى ولا أصبح من همي

  / فقلت لا بل حبذا أمّه ... خيّرة طاهرة علمي

  أكذب واللَّه على أمه ... ككذبه كان⁣(⁣٥) على أمي

  يعده ابن المدبر أجسر الناس لهجائه المأمون:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني إبراهيم بن المدبّر قال:

  لقيت دعبل بن عليّ، فقلت له: أنت أجسر الناس عندي وأقدمهم حيث تقول:

  إني من القوم الذين سيوفهم ... قتلت أخاك وشرّفتك بمقعد⁣(⁣٦)

  رفعوا محلك بعد طول خموله ... واستنقذوك من الحضيض الأوهد

  فقال: يا أبا إسحاق، أنا أحمل خشبتي منذ أربعين سنة، فلا أجد من يصلبني عليها.

  يرثي ابن عم له:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال:


(١) وفي س، ب: «الرضاعة»، تحريف.

(٢) في س، ب: «له».

(٣) في «الديوان»: «ما أديت».

(٤) نسبة إلى خارك: جزيرة بالخليج الفارسي. ضبطها الباب بكسر الراء، و «القاموس» و «معجم البلدان» بفتحها.

(٥) في س، ب، مد: «أيضا».

(٦) يشير إلى ما فعله ظاهر بن الحسين من قتل الأمين، وعقد البيعة المأمون وتوطيد الخلافة له. وكان طاهر خزاعيا بالولاء.