كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 307 - الجزء 20

  فيه مشابه من شيء تسرّ به ... طولا بطول وتدويرا بتدوير

  لو كنت تجمع أموالا كجمعكها ... إذا جمعت بيوتا من دنانير

  ينزل بحمص فلم يبره رجلان من أهلها فيهجوهما:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبي قال:

  نزل دعبل بحمص على قوم من أهلها، فبرّوه ووصلوه سوى رجلين منهم يقال لأحدهما: أشعث وللآخر أبو الصّناع⁣(⁣١)، فارتحل من وقته من حمص وقال فيهما يهجوهما:

  إذا نزل الغريب بأرض حمص ... رأيت عليه عزّ الامتناع

  سموّ⁣(⁣٢) المكرمات بآل عيسى ... أحلَّهم على شرف التّلاع⁣(⁣٣)

  هناك الخزّ يلبسه المغالي ... وعيسى منهم سقط المتاع

  فسدّد لاست أشعث أير بغل ... وآخر في حر أمّ أبي الصناع

  فليس بصانع مجدا ولكن ... أضاع المجد فهو أبو الضياع

  شعره في الفضل بن مروان:

  أخبرني الحسن قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه عن الحسين بن دعبل قال:

  / قال أبي في الفضل بن مروان:

  نصحت فأخلصت النصيحة للفضل ... وقلت فسيّرت المقالة في الفضل

  ألا إنّ في الفضل بن سهل لعبرة ... إن اعتبر الفضل بن مروان بالفضل

  وللفضل في الفضل بن يحيى مواعظ ... إذا فكَّر الفضل بن مروان في الفضل

  فأبق جميلا من حديث تفز به ... ولا تدع الإحسان والأخذ بالفضل

  فإنك قد أصبحت للملك قيّما ... وصرت مكان الفضل والفضل والفضل

  ولم أر أبياتا من الشّعر قبلها ... جميع قوافيها على الفضل والفضل

  وليس لها عيب إذا هي أنشدت ... سوى أن نصحي الفضل كان من الفضل

  فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير، وقال له: قد قبلت نصحك، فاكفني خيرك وشرّك.

  ينقد شعر شاعر احتكم إليه في شعره:

  حدّثني عمي قال: حدّثني ميمون بن هارون قال: حدّثني أبو الطيّب الحرّانيّ قال:

  أنشد رجل دعبل بن عليّ شعرا له، فجعل يعيبه وينبّهه على خطئه فيه بيتا بيتا، ويقول: أيّ شيء صنعت بنفسك! ولم تقول الشعر إذا لم تقدر إلَّا على مثل هذا منه؟ إلى أن مرّ له بيت جيد، فقال دعبل: أحسنت، أحسنت


(١) كذا في مي: وفي ب، س: «الصناع» سقط.

(٢) في ب: «سموا للمكرمات»، تحريف.

(٣) التلاع: المرتفعات من الأرض، جمع تلعة كجمرة.