كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 312 - الجزء 20

  ولست بقائل قذعا ولكن ... لأمر ما تعبّدك العبيد

  قال: يرميه في هذا البيت بالأبنة

  يهجو المعتصم والواثق حين علم نعي المعتصم:

  أخبرني الحسن قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال:

  كنت مع دعبل بالصّيمرة⁣(⁣١) وقد جاء نعي المعتصم وقيام الواثق، فقال لي دعبل: أمعك شيء تكتب فيه؟

  فقلت: نعم، وأخرجت قرطاسا، فأملي عليّ بديها:

  الحمد للَّه لا صبر ولا جلد ... ولا عزاء إذا أهل البلا رقدوا

  خليفة مات لم يحزن له أحد ... وآخر قام لم يفرح به أحد

  يمزق قصيدة أعدها في مدح الحسن بن وهب:

  حدّثني عمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللَّه بن ناصح قال:

  / قلت لدعبل، وقد عرض عليّ قصيدة له يمدح بها الحسن بن وهب، أولها:

  أعاذلتي ليس الهوى من هوائيا

  فقلت له⁣(⁣٢): ويحك، أتقول فيه هذا بعد قولك:

  أين محلّ الحيّ يا حادي ... خبّر سقاك الرائح الغادي

  / وبعد قولك:

  قالت سلامة أين المال قلت لها ... المال ويحك لاقي الحمد فاصطحبا⁣(⁣٣)

  وبعد قولك:

  فعلى أيماننا يجري النّدى ... وعلى أسيافنا تجري المهج

  واللَّه إني أراك لو أنشدته إياها لأمر لك بصفع قفاك، فقال: صدقت واللَّه، ولقد نبّهتني وحذّرتني، ثم مزقها.

  يغضب على خريج له فيهجو أباه:

  أخبرني عمّي قال: حدّثني العنزيّ قال حدّثني الحسين بن أبي السّريّ قال:

  غضب دعبل على أبي نصر بن جعفر بن محمد بن الأشعث - وكان دعبل مؤدبه قديما - لشيء بلغه عنه، فقال يهجو أباه:

  ما جعفر بن محمد بن الأشعث ... عندي بخير أبوّة من عثعث


(١) الصيمرة: بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان.

(٢) م، أ: «فقلت: يا أبا علي، أتقول».

(٣) س، ب: «فاصطحبا»، تحريف.