كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دعبل بن علي ونسبه

صفحة 313 - الجزء 20

  عبثا تمارس⁣(⁣١) بي تمارس حية ... سوارة إن هجتها لم تلبث

  لم يعلم المغرور ماذا حاز من ... خزي لوالده إذا لم يعبث

  قال: فلقيه عثعث، فقال له: عليك لعنة اللَّه، أيّ شيء كان بيني وبينك حتى / ضربت بي المثل في خسة الآباء، فضحك، وقال: لا شيء واللَّه، اتفاق اسمك واسم ابن الأشعث في القافية. أو لا ترضى أن أجعل - أباك وهو أسود - خيرا من آباء الأشعث بن قيس!.

  يصف العيش الَّذي يرتضيه:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني إبراهيم بن سهل القاري، وكان يلقب أرزة⁣(⁣٢) قال: حدّثني دعبل بن عليّ الخزاعيّ قال:

  كتبت إلى أبي تهشل بن حميد الطوسيّ قوله:

  إنما العيش في منادمة الأخ ... وان لا في الجلوس عند الكعاب

  وبصرف كأنها ألسن البر ... ق إذا استعرضت رقيق السحاب

  إن تكونوا تركتم لذة الع ... يش حذار العقاب يوم العقاب

  فدعوني وما ألذّ وأهوى ... وادفعوا بي في صدر يوم الحساب

  ينشد علي بن موسى الرضا: مدارس آيات خلت:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني موسى بن عيسى المروزيّ - وكان منزله بالكوفة في رحبة طيّء - قال:

  سمعت دعبل بن عليّ وأنا صبي يتحدث في مسجد المروزية قال: دخلت على عليّ بن موسى الرضا @ فقال لي: أنشدني شيئا مما أحدثت، فأنشدته:

  مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحى مقفر العرصات

  حتى انتهيت إلى قولي:

  إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم ... أكفّا عن الأوتار منقبضات

  قال: فبكى حتى أغمي عليه، وأومأ إليّ خادم كان على رأسه: أن أسكت، فسكتّ / ساعة، ثم قال لي:

  أعد، فأعدت حتى انتهيت إلى هذا البيت أيضا، فأصابه مثل الَّذي أصابه في المرة الأولى، وأومأ الخادم إليّ: أن اسكت، فسكت، فمكث ساعة أخرى ثم قال لي: أعد، فأعدت حتى انتهيت إلى آخرها، فقال لي: أحسنت، ثلاث مرات، ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه، ولم تكن دفعت⁣(⁣٣) إلى أحد بعد، وأمر لي من في منزله بحلي كثير أخرجه إليّ الخادم، فقدمت العراق، فبعت كل درهم منها بعشرة دراهم، اشتراها مني الشيعة، فحصل


(١) م، أ: «تمرس بي فمارس حية».

(٢) ضبطه بالقلم في أ: بفتح الهمزة وضم الراء.

(٣) س، ب: «وقعت».