أخبار دعبل بن علي ونسبه
  لي / مائة ألف درهم، فكان أول مال اعتقدته(١).
  يستوهب الرضا ثوبا لبسه ليجعله في أكفانه:
  قال ابن مهرويه وحدّثني حذيفة بن محمد:
  أن دعبلا قال له: إنه استوهب من الرّضا # ثوبا قد لبسه ليجعله في أكفانه فخلع جبّة كانت عليه، فأعطاه إياها وبلغ أهل قمّ(٢) خبرها فسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم، فلم يفعل، فخرجوا عليه في طريقه، فأخذوها منه غصبّا، وقالوا له: إن شئت أن تأخذ المال فافعل، وإلَّا فأنت أعلم. فقال لهم: إني واللَّه لا أعطيكم إياها طوعا، ولا تنفعكم غصبا، وأشكوكم إلى الرّضا #. فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين الألف الدرهم وفردكمّ من بطانتها فرضي بذلك.
  يهجو إبراهيم بن المهدي حين خرج ببغداد:
  أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال:
  بويع إبراهيم بن المهدي ببغداد، وقد قلّ المال عنده، وكان قد لجأ إليه أعراب من أعراب السواد وغيرهم من أوغاد الناس، فاحتبس عنهم العطاء، فجعل إبراهيم يسوّفهم ولا يرون له حقيقة إلى أن خرج إليهم رسوله يوما وقد اجتمعوا وضجّوا فصرّح / لهم بأنه لا مال عنده، فقال قوم من غوغاء أهل بغداد: أخرجوا إلينا خليفتنا ليغنّى لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات، ولأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات، فتكون عطاء لهم، فأنشدني دعبل بعد ذلك بأيام قوله:
  يا معشر الأجناد لا تقنطوا ... وارضوا بما كان ولا تسخطوا
  فسوف تعطون حنينية ... يلتذها الأمرد والأشمط
  والمعبديّات لقوّادكم ... لا تدخل الكيس ولا تربط
  وهكذا يرزق قوّاده ... خليفة مصحفه البربط
  وزادني فيها جعفر بن قدامة:
  قد ختم الصك بأرزاقكم ... وصحّح العزم(٣) فلا تسخطوا
  بيعة إبراهيم مشئومة ... يقتل فيها الخلق أو يقحط
  يقص قصة صديق له متخلف يقول شعرا:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو عليّ يحيى بن محمد بن ثوابة الكاتب قال:
  حدّثني دعبل قال:
  كان لي صديق متخلَّف يقيول شعرا فاسدا مرذولا وأنا(٤) أنهاه عنه إذا أنشدني، فأنشدني يوما:
(١) اعتقدته: جمعته.
(٢) راجع الحاشية ٤ في الصفحة ١٢١ من طبعة دار الكتب.
(٣) م: «العرض».
(٤) في م، أ: «مرذولا وأنهاه».