كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن ميادة ونسبه

صفحة 507 - الجزء 2

  فلأوردنّ على جماعة مازن ... خيلا مقلَّصة الحصى ورجالا

  ظلَّوا بذي أرك⁣(⁣١) كأنّ رؤسهم ... شجر تخطَّاه الربيع فحالا

  فقال رجل من بني مازن يردّ عليه:

  يا بن الخبيثة يا بن طلَّة⁣(⁣٢) نهبل ... هلَّا جمعت كما زعمت رجالا

  أببظر⁣(⁣٣) ميدة أم بخصيي نهبل ... أم بالفساة تنازل الأبطالا

  ولئن وردت على جماعة مازن ... تبغي القتال لتلقينّ قتالا

  قال: وبنو مرّة يسمّون الفساة لكثرة امتيارهم التمر، وكانت منازلهم بين فدك وخيبر فلقبوا بذلك لأكلهم التمر. وقال يحيى بن عليّ في خبره - ولم يذكره عن أحد -: وقال ابن ميّادة يفتخر بأمّه:

  شعره في الفخر بنسبه

  أنا ابن ميّادة تهوي نجبي ... صلت⁣(⁣٤) الجبين حسن مركَّبي⁣(⁣٥)

  ترفعني أمي وينميني⁣(⁣٦) أبي ... فوق السحاب ودوين الكوكب

  قال يحيى بن عليّ في خبره عن حمّاد عن أبيه عن أبي داود الفزاريّ: إنّ ابن ميّادة قال يفخر بنسب أبيه في العرب ونسب أمّه في العجم:

  أليس غلام بين كسرى وظالم ... بأكرم من نيطت عليه التمائم⁣(⁣٧)

  لو انّ جميع الناس كانوا بتعلة ... وجئت بجدّي ظالم وابن ظالم

  / لظلَّت رقاب الناس خاضعة لنا ... سجودا على أقدامنا بالجماجم

  سمع الفرزدق شيئا من شعره فانتحله

  فأخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ⁣(⁣٩) عن أبي عبيدة قال: كان ابن ميّادة واقفا في الموسم ينشد:

  لو انّ جميع الناس كانوا بتلعة

  وذكر تمام البيت والذي بعده. قال: والفرزدق واقف عليه في جماعة وهو متلثّم، فلما سمع هذين البيتين


(١) ذوأرك (بضمتين): موضع بين تيماء والمدينة، كما في «معجم ما استعجم» للبكريّ طبع أوروبا ص ٢٠٩

(٢) طلة الرجل: امرأته.

(٣) فيء، أ، م: «أببطن».

(٤) صلت الجبين: واضحة. وفي صفة النبيّ ÷ أنه كان صلت الجبين.

(٥) مركبي: يريد جسمي، ومن هذه المادة قوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}.

(٦) ينميني: يرفعني.

(٧) في هذا الشعر إقواء، وهو اختلاف حركة الرويّ في الأعراب.

(٨) التلعة: ما ارتفع من الأرض وأشرف أو ما انهبط منها وانحدر، فهو من الأضداد. وقيل: التعلة مثل الرحبة.

(٩) راجع الحاشية رقم ١ صحيفة ١٥٣ جزء أوّل من هذه الطبعة.