أخبار أيمن بن خريم
  قال: أصاب أيمن بن خريم امرأة له خطأ - يعني قتلها - فوادها عبد الملك بن مروان: أعطى ورثتها ديتها، وكفّر عنه كفارة القتل، وأعطاه عدّة جوار، ووهب له مالا، فقال أيمن:
  رأيت الغواني شيئا عجابا ... لو انس منّي الغواني الشبابا
  ولكنّ جمع العذاري الحسان ... عناء شديد إذا المرء شابا
  ولو كلت بالمدّ للغانيات ... وضاعفت فوق الثياب ثيابا
  إذا لم تنلهن من ذاك ذاك ... بغينك عند الأمير الكذابا
  يذدن بكل عصا ذائد ... ويصبحن كل غداة صعابا
  إذا لم يخالطن كلّ الخلاط ... تراهنّ مخرنطمات عضابا
  علام يكحّلن حور العيون ... ويحدثن بعد الخضاب الخضابا
  ويعركن بالمسك أجيادهنّ ... ويدنين عند الحجال العيابا
  ويغمزن إلَّا لما تعلمون ... فلا تحرموا الغانيات الضّرابا
  قال: فبلغني أن عبد الملك أنشد هذا الشعر، فقال: نعم الشفيع أيمن لهنّ.
  يستجيد عبد الملك وصفه للنساء:
  وأخبرني أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبة وإبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة، قال: قال له عبد الملك لما أنشده هذا الشعر: ما وصف النساء أحد مثل صفتك، / ولا عرّفهنّ أحد معرفتك. قال: فقال له: لئن كنت صدقت في ذلك لقد صدق الَّذي يقول:
  صوت
  فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خير بأدواء النساء طبيب
  إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله ... فليس له في ودّهنّ نصيب
  يردن ثراء المال حيث علمنه ... وشرخ الشباب عندهن عجيب
  فقال له عبد الملك: قد لعمري صدقتما وأحسنتما، الشعر لعلقمة بن عبدة، والغناء لبسباسة، ولحنه خفيف ثقيل أول بالوسطى عن حبش. وهذه الأبيات يقولها علقمة بن عبدة يمدح بها الحارث ويسأله إطلاق ابنه شأس(١).
  وخبره يذكر وخبر الحارث بعد انقضاء أخبار أيمن بن خريم.
  رجع الحديث إلى أخبار أيمن
  يفضل عبد العزيز بن مروان شعر نصيب على شعره، فيلحق ببشر بن مروان:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثني المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ،
(١) في هامش س: «قوله: ويسأله إطلاق ابنه شأس، قال في» القاموس «: إنه أخوه، وتابعه على ذلك شارحه. وقال في» لسان العرب «: إنه أخوه، وقال ذلك أيضا العيني في» شرح الشواهد. وقال ابن الأنباري في المفضليات: إنه أخوه، وقيل:» ابن أخيه.