أخبار أيمن بن خريم
  يعير أهل العراق بقلة غنائهم في حرب غزالة:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي أبو دلف، قال: حدّثني الرياشي، قال: حدثنا الأصمعي عن المعتمد بن سليمان، قال:
  لما طالت الحرب بين غزالة وبين أهل العراق وهم لا يغنون شيئا - قال أيمن بن خريم:
  أتينا بهم مائتي فارس ... من السافكين الحرام العبيطا(١)
  وخمسون من مارقات النسا ... ء يسحبن للمنديات(٢) المروطا(٣)
  وهم مائتا ألف ذي قونس(٤) ... يئط(٥) العراقان منهم أطيطا
  رأيت غزالة إن طرّحت(٦) ... بمكة هودجها والغبيطا
  سمت للعراقين في جمعها ... فلاقى العراقان منها بطيطا(٧)
  ألا يستحي اللَّه أهل العرا ... ق إن قلدّوا الغانيات السّموطا؟
  وخيل غزالة تسبي النّساء ... وتحوي النّهاب(٨) وتحوي النبيطا(٩)
  ولو أنّ لوطا أمير لكم ... لأسلمتم في الملَّمات لوطا
  صوت
  تصابيت أم هاجت لك الشوق زينب ... وكيف تصابي المرء والرأس أشيب!
  إذا قربت زادتك شوقا بقربها ... وإن جانبت لم يسل عنها التجنّب
  فلا اليأس إن ألممت يبدو فترعوي ... ولا أنت مردود بما جئت تطلب
  وفي اليأس لو يبدو لك اليأس راحة ... وفي الأرض عمّن لا يؤاتيك مذهب
  الشعر لححيّة بن المضرب الكنديّ، فيما ذكره إسحاق والكوفيون. وذكر الزبير بن بكَّار أنه لإسماعيل بن يسار، وذكر غيره أنه لأخيه أحمد بن يسار. والغناء ليونس الكاتب، ولحنه من الثقيل الثاني بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، وفيه ثقيل أول بالبنصر. ذكر حبش أنه لمالك، وذكر غيره أنه لمعبد.
(١) العبيط: الدم الخالص الطري وفي س: «أتيتا بهم مائتي فارس».
(٢) المنديات: المخزيات يندى لها الجبين.
(٣) المروط: جمع مرط، بكسر فسكون، وهو كساء من صوف ونحوه يؤتزر به.
(٤) القونس في الأصل: أعلى بيضة الحديد، والمراد البيضة.
(٥) يئط: يصوت.
(٦) ف: «قد طرحت».
(٧) البطيط: شق الجرح.
(٨) النهاب: جمع نهب، وهو الغنيمة.
(٩) النبيط: النبط، وهم جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين.