كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سعيد بن وهب

صفحة 444 - الجزء 20

  ويسألونها عن المعاني، فتأتي بكل مستحسن من الجواب، فدخل إليها سعيد بن وهب يوما، وجلس إليها فحادثها طويلا، ثم قال لها بعد ذلك:

  حاجيتك⁣(⁣١) يا حسنا⁣(⁣٢) ... ء في جنس من الشّعر

  وفيما طوله شبر ... وقد يوفي على الشّبر

  له في رأسه شق ... نطوف⁣(⁣٣) بالنّدى يجري

  إذا ما جفّ لم يجر ... لدى برّ ولا بحر

  وإن بلّ أتى بالع ... جب العاجب والسّحر

  أجيبي لم أرد فحشا ... وربّ الشفع والوتر

  ولكن صغت أبياتا ... لها حظ من الزجر⁣(⁣٤)

  قال: فغضب مولاها وتغيّر لونه، وقال أتفحش على جاريتي وتخاطبها بالخنا! فقالت له: خفّض⁣(⁣٥) عليك، فما ذهب إلى ما ظننت، وإنما يعني القلم، فسرّي عنه، وضحك سعيد وقال: هي أعلم منك بما سمعت.

  صوت

  داينت أروى والديون تقضى ... فمطلت بعضا وأدّت بعضا

  يا ليت أروى إذ لوتك القرضا ... جادت بقرض فشكرت القرضا

  الشعر لرؤبة بن العجاج، والغناء لعمرو بن بانة، رمل بالوسطى.


(١) حاجيتك: ألقيت عليك أحجية وفي البيت خرم.

(٢) سقطت الهمزة من أول عجز البيت في ش.

(٣) نطوف: سيال.

(٤) في «المختار» بعد الأبيات: «يريد القلم»، فقالت له: عند أمك من خبر هذا المسؤول عنه عجائب، فاسألها عنه تخبرك.

(٥) خفض عليك: هون عليك.