أخبار أبي نخيلة ونسبه
  جارية وطفاء(١) كثيرة اللحم فلم يحمدها، فلما كان من غد دخل على أبي العباس وعلى رأسه وصيفة حسناء(٢) تذبّ عنه، فقال له: قد عرفت خبر الجارية الَّتي أخذتها بالأمس وهي كذنا كونه فاحتفظ بها، فأنشأ يقول:
  /
  إني وجدت الكذنا ذنوّكا(٣) ... غير منيك فابغني منيّكا
  حتى إذا حركته تحرّكا(٤)
  فضحك أبو العباس، وقال: خذ هذه الوصيفة، فإنك إذا خلوت بها تحرّك من غير أن تحركه.
  رجزه وقد هرب من دين طولب به:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا أبو غسان دماذ عن أبي عبيدة قال:
  أدّان أبو نخيلة من بقّال له يقال له: ماعز الكلابيّ باليمامة، وكان يأخذ منه أولا أولا(٥) حتى كثر ما عليه وثقل، فطالبه ماعز فمطله، ثم بلغه أنه قد استعدى عليه عامل اليمامة، فارتحل يريد الموصل، / وخرج عن اليمامة ليلا، فلم يعلم به ماعز إلَّا بعد ثلاث. وقد نجا أبو نخيلة وقال في ذلك:
  يا ماعز الكرّاث قد خزيتا(٦) ... لقد خدعت(٧) ولقد هجيتا
  كدت(٨) تخصينا فقد خصيتا ... وكنت ذا حظ فقد محيتا
  ويحك لم تعلم بمن صليتا ... ولا بأيّ حجر رميتا
  إذا رأيت المزبد الهبوتا(٩) ... يركب شدقا شدقما(١٠) هريتا(١١)
  / طر بجناحيك فقد أتيتا ... حرّان(١٢) حرّان فهيتا(١٣) هيتا
  والموصل الموصل أو تكريتا(١٤) ... حيث تبيع النبط البيوتا ... ويأكلون العدس المريتا(١٥)
  وقال أيضا لماعز هذا:
(١) كذا في ف. والوطفاء: الكثيرة شعر الحاجبين والعينين. وفي سائر النسخ: «وطباء»، تحريف.
(٢) زيادة في أ، ف، م.
(٣) كذا في ف: «الكذنا ذنوكا» وفي ب. س: «الأنذبان الكوذكا»، اسم الجارية.
(٤) في أ، م. «تحريكا» تحريف.
(٥) زيادة في أ، ف، م.
(٦) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «خريتا».
(٧) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «خربت».
(٨) كذا في الأصول، وفي وزنه شذوذ عروضي.
(٩) كذا في ف، م. والهبوت: القاهر من هبته بمعنى ضربه، وطأطأه وحطه. وفي ب، س، أ؛ «المبهوتا»، تحريف.
(١٠) كذا في أ، ف، م. ومعناه الواسع العظيم وفي ب، س: «شدقا» بفتح فكسر.
(١١) هريتا: واسعا.
(١٢) حران: قصبة ديار مضربين الرها والرقة، واسم لمواضع أخرى.
(١٣) هيت: بلد بالعراق على الفرات.
(١٤) تكريت: من بلاد الجزيرة على دجلة.
(١٥) المريت: المجروش.