كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 481 - الجزء 20

  جارية وطفاء⁣(⁣١) كثيرة اللحم فلم يحمدها، فلما كان من غد دخل على أبي العباس وعلى رأسه وصيفة حسناء⁣(⁣٢) تذبّ عنه، فقال له: قد عرفت خبر الجارية الَّتي أخذتها بالأمس وهي كذنا كونه فاحتفظ بها، فأنشأ يقول:

  /

  إني وجدت الكذنا ذنوّكا⁣(⁣٣) ... غير منيك فابغني منيّكا

  حتى إذا حركته تحرّكا⁣(⁣٤)

  فضحك أبو العباس، وقال: خذ هذه الوصيفة، فإنك إذا خلوت بها تحرّك من غير أن تحركه.

  رجزه وقد هرب من دين طولب به:

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا أبو غسان دماذ عن أبي عبيدة قال:

  أدّان أبو نخيلة من بقّال له يقال له: ماعز الكلابيّ باليمامة، وكان يأخذ منه أولا أولا⁣(⁣٥) حتى كثر ما عليه وثقل، فطالبه ماعز فمطله، ثم بلغه أنه قد استعدى عليه عامل اليمامة، فارتحل يريد الموصل، / وخرج عن اليمامة ليلا، فلم يعلم به ماعز إلَّا بعد ثلاث. وقد نجا أبو نخيلة وقال في ذلك:

  يا ماعز الكرّاث قد خزيتا⁣(⁣٦) ... لقد خدعت⁣(⁣٧) ولقد هجيتا

  كدت⁣(⁣٨) تخصينا فقد خصيتا ... وكنت ذا حظ فقد محيتا

  ويحك لم تعلم بمن صليتا ... ولا بأيّ حجر رميتا

  إذا رأيت المزبد الهبوتا⁣(⁣٩) ... يركب شدقا شدقما⁣(⁣١٠) هريتا⁣(⁣١١)

  / طر بجناحيك فقد أتيتا ... حرّان⁣(⁣١٢) حرّان فهيتا⁣(⁣١٣) هيتا

  والموصل الموصل أو تكريتا⁣(⁣١٤) ... حيث تبيع النبط البيوتا ... ويأكلون العدس المريتا⁣(⁣١٥)

  وقال أيضا لماعز هذا:


(١) كذا في ف. والوطفاء: الكثيرة شعر الحاجبين والعينين. وفي سائر النسخ: «وطباء»، تحريف.

(٢) زيادة في أ، ف، م.

(٣) كذا في ف: «الكذنا ذنوكا» وفي ب. س: «الأنذبان الكوذكا»، اسم الجارية.

(٤) في أ، م. «تحريكا» تحريف.

(٥) زيادة في أ، ف، م.

(٦) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «خريتا».

(٧) كذا في أ، ف، م. وفي ب، س: «خربت».

(٨) كذا في الأصول، وفي وزنه شذوذ عروضي.

(٩) كذا في ف، م. والهبوت: القاهر من هبته بمعنى ضربه، وطأطأه وحطه. وفي ب، س، أ؛ «المبهوتا»، تحريف.

(١٠) كذا في أ، ف، م. ومعناه الواسع العظيم وفي ب، س: «شدقا» بفتح فكسر.

(١١) هريتا: واسعا.

(١٢) حران: قصبة ديار مضربين الرها والرقة، واسم لمواضع أخرى.

(١٣) هيت: بلد بالعراق على الفرات.

(١٤) تكريت: من بلاد الجزيرة على دجلة.

(١٥) المريت: المجروش.