كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نخيلة ونسبه

صفحة 494 - الجزء 20

  / - يعني أبا دلامة.

  خبر آخر من أرجوزة العهد للمهدي:

  فأخبرني عبد اللَّه بن محمد الرازيّ قال: حدثنا أحمد بن الحارث قال:

  حدثنا المدائنيّ - أن أبا نخيلة أظهر هذه القصيدة التسي رواها الخدم والخاصة، وتناشدتها العامة، فبلغت المنصور فدعا به، وعيسى بن موسى عنده جالس عن يمينه، فأنشده إياها، وأنصت له حتى سمعها إلى آخرها. قال أبو نخيلة: فجعلت أرى فيه السرور، ثم قال لعيسى بن موسى: ولئن كان هذا عن رأيك لقد سررت عمك⁣(⁣١)، وبلغت من مرضاته أقصى ما يبلغه الولد البار السارّ. فقال عيسى: لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. قال: أبو نخيلة: فلما خرجت لحقني عقال بن شبة فقال: أمّا أنت فقد سررت أمير المؤمنين، ولئن تم الأمر فلعمري لتصبينّ خيرا، ولئن لم يتم فابتغ نفقا في الأرض، أو سلَّما في السماء. فقلت له:

  علقت معالقها وصرّ الجندب⁣(⁣٢)

  خبر ثالث عن هذه الأرجوزة:

  قال المدائني: وحدّثني بعض موالي المنصور قال:

  لما / أراد المنصور أن يعقد للمهديّ أحبّ أن تقول الشعراء في ذلك، فحدّثني عبد الجبار بن عبيد اللَّه الحمانيّ قال:

  حدّثني أبو نخيلة قال: قدمت على أبي جعفر، فأقمت ببابه شهرا لا أصل إليه، فقال لي عبد اللَّه بن الربيع الحارثي: يا أبا نخيلة، إن أمير المؤمنين يريد أن يقدّم المهديّ بين يديّ عيسى بن موسى، فلو قلت شيئا على ما يريد. فقلت:

  /

  ماذا على شحط النوى عناكا⁣(⁣٣) ... أم ما مري⁣(⁣٤) دمعك من ذكراكا؟

  وقد تبكَّيت فما أبكاكا

  وذكر أرجوزة طويلة يقول فيها:


فاصنع كما شئت وزده تزدد ... أقول في ردى أحاديث الغد

للَّه دري من أخ ومنشد ... لو نلت حظ الحبشي الأسود

فبادر البيعة جمعا وأنشد ... في يومنا الحاضر هذا أو غد ... ورده منك رداء يرتد

(١) كذا في ف. وفي ب، س: «لئن كان هذا عن رأيك فلقد».

(٢) مثل معناه: قد وجب الأمر ونشب، فجزع الضعيف من القوم. وأصله أن رجلا انتهى إلى بئر وعلق رشاء برشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادعى جواره. فقال له: وما سبب ذلك؟ فقال: علقت رشائي برشائك، فأبى صاحب البئر وأمره بالرحيل. فقال:

علقت معالقها إلخ. والضمير في علقت للدلو أو الأرشية والمعالق جمع معلق، وهو موضع العلوق. صر: صوت. والجندب:

ضرب من الجراد.

(٣) كذا في ف، وفي ب، س: «غشاكا»، تحريف.

(٤) كذا في ف، ومعناه أسال وفي ب، س: «جرى»، تحريف.