كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أمية بن الأسكر ونسبه

صفحة 19 - الجزء 21

  لعمرك إني والخزاعيّ طارقا ... كنعجة عاد حتفها تتحفّر

  أثارت عليها شفرة بكراعها ... فظلَّت بها من آخر الليل تجزر⁣(⁣١)

  شمتّ بقوم هم صديقك أهلكوا ... أصابهم يوم من الدهر أعسر

  كأنك لم تنبأ بيوم ذؤالة ... ويوم الرّجيع إذ تنحّر حبتر⁣(⁣٢)

  فهلَّا أباكم في هذيل وعمّكم ... ثأرتم وهم أعدى قلوبا وأوتر

  ويوم الأراك يوم أردف سبيكم⁣(⁣٣) ... صميم سراة الدّيل عبد ويعمر

  وسعد بن ليث إذ تسلّ نساؤكم ... وكلب بن عوف نحّروكم وعقّروا⁣(⁣٤)

  عجبت لشيخ من ربيعة مهتر⁣(⁣٥) ... أمرّ له يوم من الدهر منكر

  شعر طارق الخزاعي يجيبه فيه

  : فأجابه طارق الخزاعيّ فقال:

  لعمرك ما أدري وإني لقائل ... إلى أيّ من يظَّنّني⁣(⁣٦) أتعذّر؟

  أعنّف أن كانت زبينة أهلكت ... ونال بني لحيان شرّ ونفّروا

  ابن عباس ومعاوية يتمثلان بشعره وشعر صاحبه

  : وهذه الأبيات: الابتداء، والجواب تمثّل بابتدائها ابن عباس في رسالة إلى معاوية، وتمثل بجوابها معاوية في رسالة أجابه بها.

  حدّثني بذلك أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجليّ العطار بالكوفة، قال: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم المنقريّ قال: حدثنا زيد بن المعذّل النّمريّ، قال: حدثنا يحيى بن شعيب الخراز، قال: حدثنا أبو مخنف، قال:

  لما بلغ معاوية مصاب أمير المؤمنين عليّ # دسّ رجلا من بني القين إلى البصرة يتجسس الأخبار ويكتب بها إليه، فدلّ على القينيّ بالبصرة في بني سليم، فأخذ وقتل.

  وكتب ابن عباس من البصرة إلى معاوية:

  أما بعد، فإنك ودسّك أخا بني القين إلى البصرة تلتمس من غفلات قريش مثل الذي ظفرت به من يمانيتك لكما قال الشاعر:

  لعمرك إني والخزاعيّ طارقا ... كنعجة عاد حتفها تتحفّر

  أثارت عليها شفرة بكراعها ... فظلَّت بها من آخر الليل تجزر


(١) في ف: «تنحر».

(٢) في ف: «خيبر».

(٣) في ب، س: «سيبكم».

(٤) في ب، س: «عقر»، تحريف.

(٥) المهتر: الرجل يفقد عقله من الكبر أو المرض أو الحزن.

(٦) يظنّني: يتهمني.