ذكر نتف من أخبار عريب مستحسنة
  تقول همّي يوم ودّعتها
  ومنها:
  إذا أردت انتصافا كان ناصركم
  ومنها:
  بأبي من هو دائي(١)
  ومنها:
  أسلموها في دمشق كما
  ومنها:
  فلا تتعنّتي ظلما وزورا(٢)
  / ومنها:
  لقد لام ذا الشوق الخليّ من الهوى(٣)
  ونسخت ما أذكره من أخبارها، فأنسبه إلى ابن المعتزّ من كتاب دفعه إليّ محمد بن إبراهيم الجراحيّ المعروف بقريض، وأخبرني أن عبد اللَّه بن المعتز دفعه إليه، من جمعه وتأليفه، فذكرت منها ما استحسنته من أحاديثها، إذا كان فيها حشو كثير، وأضفت إليه ما سمعته ووقع إليّ غير مسموع مجموعا ومتفرقا، ونسبت كل رواية إلى راويها.
  برمكية النسب
  : قال ابن المعتز: حدّثني الهشاميّ أبو عبد اللَّه وأخبرني علي بن عبد العزيز، عن ابن خرداذبة قالا:
  كانت عريب لعبد اللَّه بن إسماعيل صاحب مراكب الرّشيد، وهو الذي ربّاها، وأدّبها، وعلَّمها الغناء.
  قال ابن المعتزّ: وحدثني غير الهشاميّ، عن إسماعيل بن الحسين خال المعتصم: أنها بنت جعفر بن يحيى، وأنّ البرامكة لما انتهبوا سرقت وهي صغيرة.
  قال: فحدثني عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد بن الخصيب: قال:
  حدّثني / من أثق به، عن أحمد بن عبد اللَّه بن إسماعيل المراكبي: أنّ أمّ عريب كانت تسمّى فاطمة، وكانت قيّمة لأم عبد اللَّه بن يحيى بن خالد، وكانت صبيّة نظيفة، فرآها جعفر بن يحيى، فهويها، وسأل أمّ عبد اللَّه أن تزوّجه إيّاها، ففعلت، وبلغ الخبر يحيى بن خالد، فأنكره؛ وقال له: أتتزوّج من لا تعرف لها أمّ ولا أب؟ اشتر مكانها مائة(٤) جارية وأخرجها، فأخرجها، وأسكنها دارا في ناحية باب الأنبار سرّا من أبيه. ووكَّل بها من يحفظها، وكان يتردّد إليها، فولدت عريب في سنة / إحدى وثمانين ومائة، فكانت سنوها إلى أن ماتت ستا وتسعين سنة، قال:
  وماتت أمّ عريب في حياة جعفر، فدفعها إلى امرأة نصرانية، وجعلها داية لها، فلما حدثت الحادثة بالبرامكة باعتها
(١) ب: «دان» بدل: «دائي».
(٢) ساقطة من ب، وهي في مم، ف.
(٣) ب، س، مم:
«لقد نام ذو الشوق القديم من الهوى»
(٤) ف: «ألف جارية».