الأحوص وبعض أخباره
  فلقد كنت في رخاء من ال ... عيش وفي كل نعمة وسرور
  ثم قد تبصران ما فيه أمس ... يت وماذا إليه صار مصيري
  فإلى اللَّه أشتكي ما ألاقي ... من هوان وما يجنّ ضميري
  أبلغا عنّي الإمام وما يع ... رف صدق الحديث غير الخبير(١)
  أنني أضرب الخلائق بالعو ... د وأحكاهم ببمّ وزير(٢)
  فلعلّ الإله ينقذ مما ... أنا فيه فإنّني كالأسير
  ليتني متّ يوم فارقت أهلي ... وبلادي فزرت أهل القبور
  فاسمعا ما أقول لقّاكما ... اللَّه نجاحا في أحسن التيسير
  فقال الأحوص من وقته:
  صوت
  إنّ زين الغدير من كسر الجر ... روغنّى غناء فحل مجيد
  / قلت: من أنت يا ظعين فقالت: ... كنت فيما مضى لآل الوليد
  وفي رواية الدّمشقي:
  قلت: من أين يا خلوب فقالت: ... كنت فيما مضى لآل سعيد
  ثم أصبحت بعد حيّ قريش ... في بني خالد لآل الوحيد
  فغنائي لمعبد ونشيدي ... لفتى الناس الأحوص الصّنديد
  فتباكيت ثم قلت: أنا الأح ... وص والشيخ معبد فأعيدي
  فأعادت لنا بصوت شجيّ ... يترك الشيخ في الصّبا كالوليد
  وفي رواية أبي زيد:
  فأعادت فأحسنت ثم ولَّت ... تتهادى فقلت قول عميد
  يعجز المال عن شراك ولكن ... أنت في ذمّة الهمام يزيد(٣)
  ولك اليوم ذمّتي بوفاء ... وعلى ذاك من عظام العهود
  أن سيجري لك الحديث بصوت ... معبديّ يردّ حبل الوريد(٤)
  يفعل اللَّه ما يشاء فظنّي ... كلّ خير بنا هناك وزيدي
(١) ف: «مثل الخبير».
(٢) مو: «بالعود وقد كنت في سرير الوزير» والبم والزير من آلات للطرب.
(٣) ف: «الإمام».
(٤) ب، مو: «يدر» بدل «يرد».